منتديات آل حبه - شجاعة حذاء

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كنت قد كتبت هذا المقال بالأمس لمناسبته للتاريخ و لسبب ما-ربما تقني- لم ينزل في المنتدى و لأنني قد بذلت فيه جهدا أحببت أن أشرككم إياه.
في مثل هذا اليوم 14 ديسمبر 2008 قام الصحفي العراقي منتظر الزيدي بقذفه زوجي حذائه صوب الرئيس الأمريكي جورج بوش أثناء انعقاد مؤتمر صحفي في بغداد ، فأصاب أحدهما علم الولايات المتحدة خلف الرئيس الأميركي بعد أن تفادى الحذاء بسرعة فائقة، وبحسب القنوات الفضائية فقد كسرت ذراعه أثناء اعتقاله من قبل الحرس القائمين على الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وقد أودع في أحد سجون العراق بعد الحادث مباشرة، ويذكر أن الرئيس بوش أكمل المؤتمر الصحفي مع المالكي. وفي تعليق لبوش على الموقف قبل 17 يوم على انتهاء ولايته الدستورية كرئيس للولايات المتحدة قال: «هذا أغرب شيء أتعرض له»

و قد صنف الزيدي كبطل قومي حتى قام غني سعودي بعرض 10 مليون دولار لشراء حذاءه بل إن الشركة المصنعة للحذاء تلقت عقود كبيرة لتصنيع نفس الموديل و أصبح هناك لعبة إلكترونية لضرب بوش بالحذاء قبحه الله.
لقد سن منتظر الزيدي سنة لإستخدام الأحذية في المعارضات السياسية فتوالت الأحداث باستخدام الأحذية و ساذكر ما اطلعت عليه و قد يكون خفي علي غيرها.

قام المتظاهرون برمي سفارات الولايات المتحدة بأحذيتهم احتجاجا على سياساتهم الإجرامية بعد الحادثة مباشرة.

فاجأ الصحفي الهندي، جارنيل سنغ، الحاضرين يوم الثلاثاء 7 نيسان - ابريل 2009 ، برشق وزير الداخلية، بالانيابان تشيدامبارام، بحذائه خلال مؤتمر صحفي، في نيودلهي.

قام طالب تركي بإلقاء حذائه على رئيس صندوق النقد الدولي، دومينيك شتراوس كان، أثناء توجده بإحدى الجامعات التركية في 3 اكتوبر 2009 وبعد انتهاء مدير صندوق النقد الدولي من إلقاء محاضرة، أجاب خلالها على عدد من تساؤلات الطلاب في جامعة "بيلجي" بمدينة اسطنبول، كبرى المدن التركية، فوجىء رجال الأمن بشاب يقذف حذاءً رياضياً باتجاه شتراوس كان، دون أن يصبه، كما حاول التوجه إلى المنصة، فقاموا بالتصدي له وتوقيفه.
لم يسلم أسد تركيا رجب طيب أردوغان ,رئيس الوزراء التركي من رمي الأحذية حيث ألقى عليه مجهول حذاءه عقب انتهاء حفلة منح جائزة حوار الحضارات في مدينة اشبيلية بأسبانيا في فبراير 2010 هو يردد شعار "عاشت كردستان" .الحذاء لم يصب أردوغان و حراسه حيدوا المحتج.
من الطريف أن منتظر الزيدي نفسه تعرض للرمي بالحذاء في ديسمبر 2009 خلال مؤتمر صحفي بباريس بعد الإفراج عنه من صحفي عراقي يدعى سيف خياط و هو من المدافعين عن الإحتلال الأمريكي متهما الزيدي بأنه داعم للدكتاتورية على زعمه. علق الزيدي-مبتكر رمي الأحذية- على الحادثة "عندما استخدمت هذه الطريقة كان ذلك ضد الاحتلال، وليس ضد مواطن عراقي".

هذه شجاعة حذاء من رجل عراقي شهم – حتى و لو لم يكن على المذهب السني- توجهت إلى أكبر مجرم في العالم آنذاك فهل تستمر سلسلة رمي الأحذية و هل ستتوسع إلى خارج النطاق السياسي العلم عند الله و الأيام حبالى بما هو جديد.

إلى اللقاء