منتديات آل حبه

منتديات آل حبه (http://www.alhebah.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي العام (http://www.alhebah.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   ورحمة ربك خير مما يجمعون (http://www.alhebah.com/vb/showthread.php?t=31027)

عاشق الجنان 06-06-2010 09:30 AM

ورحمة ربك خير مما يجمعون
 
ورحمة ربك خير مما يجمعون

ورحمة ربك خير مما يجمعون

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستهديه، و نؤمن به، ونتوكل عليه، من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يرحم الرحماء، ويعاقب أهل الكبرياء، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، رحم أهل المسكنة والضعفاء، وعطف على البؤساء والفقراء، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الأتقياء

أما بعد:
أخوة الإسلام:


لقد افتتح الله تعالى كتابه الكريم بأسلوب بليغ، ولفظ فصيح ينبىء عن صفة جليلة يحبها سبحانه، ويحب من تحلى بها، وكرر ذكرها في أول سورة في المصحف ألا إنها صفة الرحمة قال الله تعالى: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة:1, 3].
فالرحمة صفة تخلق الحق سبحانه بها، فشمل بها جميع الكائنات قال سبحانه:
{رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً} [غافر: 7].
وخص الحق سبحانه المؤمنين بمزيد فضله من هذه الرحمة فعفا عن المسيىء منهم إذا تاب، والكافر إذا أسلم وأناب، سبقت رحمته غضبه قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَـاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ} [الأعراف 156: 157] وقال سبحانه في الحديث القدسي: "رحمتي تغلب غضبي" [رواه مسلم].

عباد الله:
لقـد من الله على الإنسـانية ببعثة رسول الله محمد (صلي الله عليه وسلم) الذي اتصف بكمال الأخلاق، أرسـله رحمة للعالمين، وجعله الله أزكى عباد الله رحمة، وأوســعهم عاطفة، وأرحبهم صدراً،

( 2 )
قال تعالى: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}[التوبة: 128 ].
لقد كان(صلي الله عليه وسلم) يعطف على القريب والبعيد، والكافر والمؤمن، ويعفو عمن أساء إليه مع قدرته على العقاب، ويحسن إلى من أذاه، فحينما آذاه قومه أشد الإيذاء وهو يدعوهم إلى ما فيه خير لهم في الدنيا والآخرة جاءه جبريل ومعه ملك الجبال ليأذن له في إنزال العقاب بهم لم يكن منه وهو الرحمة المهداه إلا أن قال: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" [رواه البخاري].

معشر المسلمين:

لقد امتن الله على البشرية بهذا الدين الحنيف، دين الرحمة، الذي جاءت أحكامه ميسرة سهلة، تهدف إلى إسـعادهم في الدارين، وإنقاذهم من دجى الشرك إلى الإيمان، ومن ظلمات الجهل إلى العلم، من اتبعها هدى إلى صراط مستقيم، قال تعالى:{ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [الزخرف: 32] وقال جل شأنه:{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً} [الإسراء: 82]
إن خلق الرحمة يعبر عن شخصية المسلم، حيث يتمتع بروح طاهرة، تحب الخير وتحرص عليه، وتقدمه للغير وتبغض الشر وتنفر منه، يعطف الغني على الفقير، ويرحم القوي الضعيف، يتواصون بالصبر والحق، هم كالجسد الواحد، قال تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]. وقال(صلي الله عليه وسلم) "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" [رواه مسلم] وقال تعالى:
{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} [البلد: 17, 18] وقال (صلي الله عليه وسلم): "إنما يرحم الله من عباده الرحماء" [رواه البخاري].
إن قسوة القلب، وغلظة الفؤاد يبغضها الإسلام وينفر منها، ومن كان هذا طبعه فقد أوجب غضب الله عليه، وكراهية الخلق له، وأنزل نفسه درك الشقاء قال (صلي الله عليه وسلم) "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله" [رواه الشيخان].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي (صلي الله عليه وسلم) أنه قال "عذبت امرأة في هرة حبستها حتى ماتت، فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها وسقتها إذ هي حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض" [متفق عليه].

( 3)

إخوة الإسلام:

للرحمة مواطن كثيرة، فهناك موطن الرحمة بالأبوين، والرحمة بالأولاد والزوجات، والرحمة بالأقارب وذوى الأرحام، والرحمة باليتامى والمساكين، والضعفاء كالمرضى والصبيان، وذوى العاهات، ثم الرحمة بالحيوان وهكذا تتسع آفاق الرحمة حتى تشمل جوانب فسيحة من الحياة وعدداً ضخماً واضحاً من الأحياء. إن أولى الناس بالبر هم الآباء والأمهات، الذين سـهروا على راحة أولادهم، وقـد مدوا لهم كل عون فهم ينتظرون من أبنائهم الإحسـان إليهم جزاء ما صنعوا بهم قال تعالى:{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} [الإسراء: 24].
إن ينابيع الرحمة إنما تنبثق من الأسـرة فإذا فاضت على أفرادها ما سرت في المجتمع كله،قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].
ففي الأسرة يرحم الرجل زوجته، وتوقر المرأة بعلها، ويعطف الوالدان على أولادهم، ورسول الله (صلي الله عليه وسلم) قدوة لنا، فقـد كان يعامل زوجاته معاملة طيبة، ويرعى أولاده بعين العطف والرحمـة فكان (صلي الله عليه وسلم) يقبل فاطمة، ويتجوز في صلاته عندما يسمع بكاء الصبي، ويقول عليه الصلاة والسلام: إني لأدخل في الصلاة فأريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز مما أعلم من شــدة وجد أمه من بكائه" [رواه البخاري].

أيها الأخوة المؤمنون:

إن في مقدمة من أمر الله بوصلهم والبر بهم بعد الوالدين الأقارب وذوي الأرحام على درجات متفاوتة حسب صلتهم بالإنسان، وحسب استحقاقهم لهذه الصلة، فمن وصل رحمه رزقه الله رزقاً حسناً، وأجلاً مباركاً فيه، قال(صلي الله عليه وسلم): من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أجله فليصل رحمه" [رواه البخاري] أما الإنسان الجافي القاطع لرحمه فإنه يعود بالخسران المبين، وباللعنة من رب العالمين،
قال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد: 23,22].

( 4 )

أيها المسلمون:

إن من آثار الرحمة العفو عن ذي الزلة، و المغفرة لصاحب الخطيئة، وإغاثة الملهوف، ومساعدة الضعيف، وإطعام الجائع وكسوة العاري، ومداواة المريض، ومواساة الحزين، كل هذه الآثار إذا فشت في المجتمع قوى عوده واشتد أزره، وعلا شأنه، وتمتع من فيه بالرخاء والمجد والسؤدد.
قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): "من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" [رواه مسلم].
ولقد ظهرت أسمى صور الرحمة عند صحابة رسول الله (صلي الله عليه وسلم) الذين اقتبسوا الأخلاق الكريمة من رسول الله (صلي الله عليه مسلم) فنراهم يرحمون الضعيف مسلماً كان أم كافراً، فهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يجعل لشيخ يهودي نصيباً من بيت المال عندما رآه يسأل الناس ويقول له: ما رحمناك أكلنا شبابك ولم نرحم شيخوختك.
ولقد وصل العطف منهم رضوان الله عليهم إلى الحيوان فهذا ابن عمر رضي الله عنهما ينذر الفتيان الذين مر بهم وهم يترامون طيراً حتى أماتوه، بالعذاب الأليم في الآخرة فقال: من فعل هذا ؟ لعن رسول الله من فعل هذا، إن رسول الله (صلي الله عليه وسلم) لعن من اتخذ شيئاً فيه روح غرضاً" رواه البخاري ومسلم

عباد الله:

بادروا إلى التخلق بهذا الخلق الحميد، ولتكن الرحمة عندكم كالنهر الجاري، يشرب منه المسلم والكافر، والطير والإنسان، والحيوان والنبات لا يمنع أحد أن يرتوي من مائه.
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعني الله وإياكم بآيات الذكر الحكيم وهداني الله وإياكم إلى صراطه المستقيم.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.

عاشقة الروح 06-06-2010 12:37 PM

رد: ورحمة ربك خير مما يجمعون
 
يسلموووووووووووو عاشق الجنان
ربي يعطـيك الف عافيه
ماننحرم من مواضيعك المتميزة
دمت بخير
تحياتي

ابو نايف 07-06-2010 02:01 AM

رد: ورحمة ربك خير مما يجمعون
 
بارك الله فيك ابا مشعل
وجعلها في موازين حسناتك

ملك الصقور 07-06-2010 11:52 PM

رد: ورحمة ربك خير مما يجمعون
 
http://www.arabsys.net/pic/thanx/18.gif
مشكوووووور على الموضوع الجميل
سلمت يداك وجزاك الله خير وعافيه

وصفة الحب عازفة العود 08-06-2010 12:49 AM

رد: ورحمة ربك خير مما يجمعون
 
ما اروع ماخطته اناملك

يسعدني ان اكون هنا بين السطور


لك ارق تحيه

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com33.gif


الساعة الآن 03:58 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009