عرض مشاركة واحدة
قديم 13-12-2009, 08:21 PM   #4
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 2,235
معدل تقييم المستوى: 38
الغمام will become famous soon enough
افتراضي


هذا ...الديدن.... يا عقلاء........ !!



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


القليل يصحو كالذئاب بعد نداء الإسلام لصلاة الفجر ...فيتوضأ وضوء الأطهار الأبرار...فيوقظ من في بيته استجابة لداعي الله رجاء مما في يدي الله وخوفاً من عقابه.....شع إيمان العقيدة في جلّ جنبات قلبه ..فاطمأنت نفسه – وحق لها أن تطمئن-.

وفي المقابل – حال الكثير – من بات الشيطان يبول في أذنيه ويقول له " أرقد أمامك ليل طويل "
وفور خروج وقت صلاة الفجر إلا وأجراس الساعات والمنبهات تصدح وتصرخ نغماتها من أنحاء مختلفة من البيت تأهباً للعبادة الدنيوية....فيتسابق الزوجين على دورة المياه (أجلكم الله) الخاصة بهما, والفتيات الخاصة بهن , وكذلك الأبناء ..ويوقظ الأطفال الغالب على أمرهم.
ثم يصلي من يصلي منهم على عجل (وخلق الإنسان من عجل) فلا طعم ولا رائحة ولا لذة لتلك الصلاة , ولا أذكار يرطب بها لسانه وقلبه بعدها.

ثم لحظات وتزدحم الشوارع والطرقات بالسيارة, والمارة على الأقدام..وتعلو منبهات المراكب أمام البيوت ...فلا يخلو بيتٌ إلا وتجد من يخرج منه لأغراضٍ شتى في الحياة...ولا عجب في ذلك فهي سنة الحياة.

ولكن!!

أين هذه الجموع وهذه الحركة والنشاط وتلك المنبهات قبلها بساعة ونصف؟؟!!....
أين الشعور الداخلي الذي نزعمه بحب الله ودينه من هذا الشعور الحسي الفعال بعد الإشراق؟؟!!

لماذا....أصبح هم الدنيا أكبر وأعظم وأجل من هم الآخرة؟؟؟!!!

اسمعوا ياعقلاء : " من أصبح والدنيا همه، فرَّق الله شمله، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ، ومن أصبح والآخرة همه، جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة "


وبعد صلاة الظهر والنشاط والحيوية الدنيوية يرجع الكثير على بيوتهم وقد حام الكسل والتعب على الأجساد , ويزيد الطين بله عندما يضرب بالخمس من أنواع المأكولات الدسمة ..فيترنح رأسه يمنةً ويسرةً ..فلا يعلم حينها إلا غروب الشمس قد أذن بالرحيل. فيصلي العصر والمغرب جمع تأخير..!!

وبعدها لابد من أنواع المشروبات وأمام التلفاز..والأبناء والفتيات في تسليتهن بلافائدة..وحصة الذهاب للسوق والخروج من البيت لابد منها فهي جزء من الحياة..وهكذا ديدنهم!!


فماذا قدمنا لأنفسنا أمام الله ؟ ماذا قدمنا وأمواج العداوة تجتاحنا فطبلنا ورضينا بها وصدقناها بمسمى الإرهاب؟؟!!
أبموضوع أنزلناه هنا أو موضوعين وقلنا هذا كفيل لخدمة الدين – ولا أقلل من شأن ذلك - ؟!
أم بصلاة في غير وقتها بلا طعم ولذة؟!


لقد دخل الإسلام في الجيل الأول وقرون مضت من أوسع أبواب التاريخ – وإن شئت فقل – بل هي التاريخ.
سنون شع نورها أركان البسيطة عدلاً وإيماناً وإخاءً وجهاداً لإمضاء دين الله وكلمة الحق.
وها نحن الآن وفي جيلنا هذا وعصرنا المكلوم دخلنا التاريخ مرةً أخرى ومن أوسع أبوابه...ولكن على النقيض تماماً بالذل والمهانة والتبعية القهريّة والإعتزازية في نفس الوقت بحضارة البؤس والإنحلال!.

ماذا قدمنا؟!
وحالنا يُشكى إلى الله .

علينا أن نغير مجرى وسير حياتنا.
بتنظيم أوقاتنا....وإعادة هيكلة همومنا.....
وتقديم واجباتنا على مباحاتنا ولهونا.....

علينا أن نجتمع على كلمة الحق..ينصح بعضنا بعضاً – بالتي هي أحسن – وأن نقبل بها.
فقد افترقنا وكما قال القائل : فكل قبيلة فيها أمير المؤمنين ومنبر فتفرقوا شيعاً...تخلى الآخرون عنا وتخلينا عن أنفسنا نحن أيضاً والسنة الإلهية تفعل في كل من ينحرف عنها.

علينا أن نتكاتف ونتكافل مع بعضنا ..أن نقترب من علمائنا ودعاتنا.

أن نحترم الكبير ونوقره...ونعطف على الصغير والضعيف والمسكين والفقير.

أن نربي جيلاً يقود الأمة لمجدها وعزها.

أن نعلمهم ونحفظهم كتاب الله...وسيرة نبيه وصحبه فهي خير السير.

وأن نربي أنفسنا وأبنائنا على العمل بقصة " جادالله القرآني " اليهودي بعد إسلامه.

أن ندع القنوات الفضائية الساقطة والإعلام الفاسد وأسماء الساقطين من مشاهير الفن والكورة الذي هو شر اجتاح عقولنا قبل بيوتنا أو نقلل منها.


وفي الختام:

( اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
وقد جاء في الحديث القدسي (يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرًا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلُومَنَّ إلا نفسه).



والسلام عليكم ورحمة الله

ودمتم بخير
الغمام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس