عرض مشاركة واحدة
قديم 10-04-2010, 05:33 PM   #35
مشرفة منتدى الازياء والموضه
 
الصورة الرمزية همس الوجدان
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 1,169
معدل تقييم المستوى: 27
همس الوجدان has a spectacular aura aboutهمس الوجدان has a spectacular aura about
افتراضي

خشية الله والخوف منه
أيها الأحبة: لقد كان المسلمون الأوائل يعيشون مع القرآن فعلا
وواقعا عاشوا مع الآخرة واقعا محسوسا، لقد كانوا يشعرون
بالقرآن ينقل إليهم صوت النار وهي تسري وتحرق وإنه لصوت
تقشعر منه القلوب والأبدان كما أحس عليه الصلاة والسلام
برهبة هذا الأمر وقوته حتى أنه وعظ أصحابه يوما فقال:
((إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون، أطّت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع قدم إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله عز وجل، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله والله لوددت أني شجرة تعضد)). رواه البخاري
وفي رواية قال: ((عرضت علي الجنة والنار فلم أرى كاليوم في الخير والشر))
ثم ذكر الحديث فما أتى على أصحاب رسول الله يوم أشد منه
غطوا رؤوسهم ولهم خنين و الخنين هو البكاء مع غنّه،
ولطول المطلع وشدة الحساب وتمكن العلم والمعرفة لدى
رسول الله تمنى أن يكون شجرة تقطع وينتهي أمرها فكيف
بنا نحن؟ عجبا لنا نتمنى على الله الأماني مع استهتارنا بالدين
وبالصلاة وبكل شيء فماذا نرجو في الآخرة؟ وكما قيل:
يـا آمنـا مـع قبـح الفعـل منـه هل
أتاك توقيـع أمـن أنت تملكه
جمـعت شيئيـن أمنـا و اتبـاع هـوى
هذا وإحداهما في المرء تهلكه
والمحسنون على درب الخوف قد ساروا
و ذلـك درب لسـت تسلـكه
فرطـت في الـزرع وقت البذر من سفه
فكيف عند حصاد الناس تدركه
هذا وأعـجب شيء فيـك زهـدك فـي
دار البقاء بعيش سوف تتركه
نعم والله هذا حال الكثير من الناس اليوم لا يريدون أن يعملوا ولا
يريدون أن يتذكروا فإذا ذكرت لهم النار قالوا: لا تقنط الناس،
وهذا والله هو العجب العجاب يريدون أن يبشروا بالجنة ولا
يذكروا بالقيامة وأهوالها ولا بالنار وسمومها وعذابها وهم
على ما هم فيه من سيئ الأعمال وقبيح الصفات، قال: الحسن
البصري: لقد مضى بين أيديكم أقوام لو أن أحدهم أنفق عدد هذا
الحصى، لخشي أن لا ينجو من عظم ذلك اليوم،
وقد ورد في الترمذي عن أبي هريرة عن النبي أنه قال:
((ما رأيت مثل النار نام هاربها، ولا مثل الجنة نام طالبها))
والسبب في ذلك ضعف جانب الخوف عند هؤلاء، وجفوة الأعين التي لا تبكي من خشية الله عز وجل.
والبكاء من خشية الله سمة العارفين.
قال عبد الله بن عمرو بن العاص :
: لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بمئة ألف درهم.
وفي الأثر الإلهي:
((ولم يتعبد إلي المتعبدون بمثل البكاء من خشيتي))
أيها المسلمون :إن سلفنا الصالح كانوا يتوجهون إلى الله في
خشية وبكاء ووجل وطمع الخوف من عذاب الله والرجاء في
رحمته والخوف من غضبه والطمع في رضاه والخوف من
معصيته والطمع في توفيقه يدعون ربهم خوفا وطمعا
والتعبير القرآني يصور هذه المشاعر المرتجفة في الضمير
بلمسة واحدة حتى لكأنها مجسّمة ملموسة
إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين
إنها الصورة المشرقة المضيئة لسلفنا الصالح.
ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا
والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ،
وفي الختام أحب أن أذكر نماذج من خوف بعض الصحابة والتابعين :
هذا ابن عباس كان أسفل عينيه مثل الشّراك البالي من البكاء.
وهذا أبو عبيدة يقول عن نفسه: وددت أني كنت كبشا فيذبحني أهلي فيأكلون لحمي ويشربون مرقي،
وهذا سفيان الثوري رحمه الله يقول: والله لقد خفت من الله خوفا أخاف أن يطير عقلي منه وإني لا أسأل الله في صلاتي أن يخفف من خوفي منه.
أيها الإخوة: هل من مشمر؟ هل من خائف؟ هل من سائر إلى الله؟
بعد هذا الذي قرأناه أرجو أن نكون مثل سلفنا علما وعملا خوفا
ورجاء ومحبة فإن فعلنا ذلك كنا صادقين وكنا نحن المشمرين
إن شاء الله
__________________
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
همس الوجدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس