قبل مدة ليست بالبعيدة، نشبت حرب بين أهالي جيزان و بين صحيفة عكاظ بسبب تحقيق أجرته الصحيفة عن القات و ذكرت أن ممن يتعاطى القات-و ليس أهل جيزان كلهم- مثليين، فقام أهل جيزان قومة رجل واحد حتى أسقطوا رئيس التحرير، التونسي ،و بهم نشوة الإنتصار. ذهب التونسي لكن القات بقي في جيزان ينخر في جسم المجتمع. لا أحد يحب أن يسبه آخر و لو كان ما يقوله حقا و لكن العاقل من يرى قول الشاعر:-
عداتي لهم فضل علي ومنة ** فلا أبعد الله عني الأعادي
هموا بحثوا عن زلتي فاجتنبتها ** وهم نافسوني فاكتسبت المعالي
و في نظري أنه كان من الأجدر بعقلاء جيزان أن يجعلوا هذه الجهود لمحاربة القات لأن الدولة تعاني من هذه المشكلة و لن تستطيع أن تحلها بدون تعاون مشايخ القبائل عندهم و لكنه الإنتصار المزيف. كثيرة هي الإنتصارات المزيفة في حياتنا و التي نعتقد أننا انتصرنا و نحن في الحقيقة لم ننتصر. ليست الهزيمة شرا محضا، فاليابان خرجت من الحرب العالمية الثانية مهزومة و لكنها أثبتت جدارتها بتقدمها التقني حتى على الولايات المتحدة الأمريكية في كثير من المجالات غير العسكرية و مع ذلك فسمعتها طيبة بينما أمة الشر أمريكا خرجت منتصرة و لازال غرورها يهوي بها من مستنقع إلى آخر.