الموضوع: يحكى أن (2)
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-2009, 10:25 PM   #1
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 1,699
معدل تقييم المستوى: 74
همام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond reputeهمام has a reputation beyond repute

اوسمتي

افتراضي يحكى أن (2)

يُحكى أنَ رجلا سبعينيا دخل على ولده المنهمك في عمله على حاسوبه فجلس بجانبه ثم نظر إلى طائر في حديقة المنزل فقال لولده: يا بني ما هذا؟ فالتفت الابن إلى الحديقة فلم رأى الطائر قال: هذا طائر, و عاد إلى حاسوبه. سكت الأب قليلا ثم أعاد السؤال على ولده: يا بني ما هذا؟ فالتفت الابن مرة أخرى إلى الحديقة فلما علم أنه يقصد الطائر قال له - و لكن بنبرة أشد من الأولى-: يا أبي قلت لك هذا طائر, و عاد إلى حاسوبه لكن كان يبدو عليه التوتر. سكت الأب قليلا تم أعاد السؤال على ابنه مرة ثالثة. فالتفت إليه الولد وقال و هو مغضب: يا أبي ألا تفهم, ألا ترى, أقول لك هذا طائر, هذا طائر, كم مرة تريدني أن أرددها عليك, ألا تريدني أن أكمل عملي.
سكت الأب قليلا ثم دخل المنزل و خرج بعد دقائق إلى ولده و في يده دفتر للمذكرات و يبدو عليه القدم, فقال لابنه: يا بني, هل تسمح أن تقرأ هذه الصفحة؟ أخذ الابن الدفتر- وكان لا يزال يبدو عليه بعض الانفعال- ثم بدأ يقرأ
(( في هذا اليوم كنت منهمكا في تصميم بعض المخططات الإنشائية فدخل علي ابني صاحب الأربع سنين و أخذ يعبث قليلا بالمكتب فلما رأى طائرا على شرفة المنزل بادرني بالسؤال: أبي ما هذا؟ فالتفت, فإذا به يشير إلى الطائر فقلت له: هذا طائر, ثم عدت إلى تصاميمي, فأعاد علي السؤال مرة أخرى أبي, ما هذا؟ فظننته يشير إلى شيء آخر, فالتفت, فإذا هو يشير إلى نفس الطائر, فقلت له: يا حبيبي, هذا طائر. جعل ابني يكرر علي السؤال و أنا أجيبه بنفس الإجابة, لكنني كنت أجيبه و أنا أرسم التصاميم دون الالتفات إليه حتى كرر السؤال عشرين مرة. وضعت القلم و التفت إليه و قد فهمت المغزى و قلت له: أكل هذا غيرة من هذه الأوراق ثم أسرعت إليه و حملته, و ضممته إلى صدري, و خرجت به إلى حديقة المنزل لنلعب سويا ))
أدرك الابن خطأه و وضع وجهه بين دفتي الدفتر و أجهش بالبكاء.
ألا ما أرحم الآباء بأبنائهم و ما أقسى الأبناء على آبائهم إلا من رحم الله.
قال تعالى: ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً . واخفض لهما جناح الذلّ من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيراً)
إلى اللقاء في الحلقة القادمة من هذه السلسلة
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
همام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس