السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يحكى أن رجلاً ذهب إلى أحد اﻷماكن للإحتطاب برفقة ولده الصغير و كان هذا المكان بين مجموعة من الجبال فترك الصغير عند متاعهم و ذهب للإحتطاب و بينما كان الصغير يلهو أحدث صوتاً فعاد له صدى صوته بسبب الجبال فظنه رجلاً يختبئ عنه فرفع صوته بشتمه فعاد صدى الصوت بهذا الشتم فزاد غضب الصغير و أخذ يكيل لمن يظنه رجلاً شتما كثيراً و كان كلما أكثر من السب و الشتم أعاد له الصدى نفس الكلام و بينما هو على هذا الحال عاد أبوه إليه و وجد حاله لا يسر فسأله والده عن المشكلة فأخبره الصغير عن من يظنه رجلاً لئيما مختبأ و يكيل له الشتائم. أدرك الوالد أن ولده كان يسمع صدى صوته فصاح الوالد بأعلى صوته: يا أيها الرجل الطيب فعاد له الصوت بنفس الكلام فقال: يا أيها الرجل الكريم فرجع له الصدى بنفس الكلام ثم التفت إلى إبنه فقال : يا بني، إنه صدى ما تقول فإن قلت خيراً رجع لك بالخير و إن قلت سوءاً رجع لك بالسوء.
إن اللسان مفتاح للخير و مفتاح للشر و قد أوصانا الله بأن ننتقي أحسن الكلام و لا نكتفي بالحسن فقال سبحانه : ( و قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم ) و في صحيح البخاري: ( من يضمن لي ما بين لحييه و ما بين فخذيه أضمن له الجنة ) و في الحديث اﻵخر ( و هل يكب الناس في النار على وجههم إلا حصائد ألسنتهم ) و كم من كلمة قالت لصاحبها دعني و كم من كلمة أودت بعنق صاحبها و ما أجمل قول الشاعر:-
ما إن ندمت على سكوتي مرة == و لقد ندمت على الكلام مراراً
فينبغي للمسلم أن يهتم بأمر لسانه و أن ينتقي أطايب الكلام مثل ما ينتقي أطايب الثمر و تذكروا أن ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده )
لسانك لا تذكر به عورة امرئ == فكلك عورات و للناس ألسن
إلى اللقاء