حدائق الإيمان
الأشجار تنمو من الأرض بدايتها نزرع بذورها
لتثبت جذورها فتظهر حقولها فتبدو لنا أوراقها وغصونها
ثم ضخامة جذوعها وطول فروعها ثم نجني ثمارها
فإن كانت بذورها زرعت في تربة صالحة وبيئة ملائمة
كانت ثمارها طيبة الأكل وأن كانت زرعت بذورها في تربة غير صالحة للزارعة وبيئة غير ملائمة كانت ثمارها خبيثة
وهكذا هو الإنسان إذا ربي من صغره على الفضيلة وحسن الخلق ومخافة الله وعودناه على الصلاة وعلمناه قراءة القرآن بمعانية وأحكامه صار مؤدب مهذب في صغره وشخص سوي في كبره
فالإنسان مثل الشجرة لا بد أن نختار لها التربة الصالحة ثم نسقيها بماءً عذب يروي عروقها وأصولها التي يجري فيها هذا الماء العذب النقي فتمصه غصونها توزعه على فروعها فتنتج ثماراً حلوة المذاق لذيذ الطعم وهكذا .
ومثل ما أن للورود بساتين تعنى بها
فإن للنفوس حدائق وحدائقها التربية الفاضلة التي تغرس في النفوس الفضيلة بأساليب مؤدبة ومحببة للنفوس .
ومثلما أن للزهور مشاتل تعني بها فإن للقلوب ضمائر ومشاعر فإذا هيئة هذه المشاعر للشعور بالغير فإن أحاسيسها تربى على الإحساس بالغير وضمائرها تلين وعندما تتصف بهذه الصفات فإن خلاقها تكون حميدة ولإيمان نفوسها يقوى وضمائرها تصحا فتبتعد عما يخالف ديننا الحنيف وعما يغضب الله وتبتعد عن ما يضرها ويؤذي الناس ؛ فإن حدائق الإيمان تهذب النفوس ومزارع الإسلام تغيض الكفار
وبساتين الكفار تريح القلوب في دنيا وفي الآخرة عذاب لنفوس من أرتاح لها وعاش فيها فإنك أن تقطف زهرة من حدائق الإيمان خيراً لك من مليون زهرة من بساتين الكفار حتى ولو أعجبتك