الهلال (لايصنع) المدربين

الهلال (لايصنع) المدربين

في الكثير من المناسبات سلبا أو إيجابا، نقرأ ونسمع نقادا أو مدربين وطنيين يرددون (الهلال يصنع المدربين).. أو (الهلال لايحتاج مدربا)، والمؤسف أكثر أن لاعبين دوليين في الهلال (توهموا) بهذه العبارة ويستسهلون إطلاقها، خصوصا إذا خسر الفريق...!
والآن والهلال يدخل منعطفا حساسا مع مدرب جديد، ستقرأون وتسمعون وتشاهدون من يردد (هذا المدرب محظوظ بالهلال..!).
وبدوري أستثمر المناسبة بعد أن أجلت الحديث في مناسبات سابقة، وأسأل: هل يستطيع أي فريق في العالم أن يدخل الملعب دون مدرب؟!
هل جميع المدربين بفكر واحد؟! هل مجموعة مدربين درسوا سويا وحصلوا على نفس الشهادة يؤدون في فريق واحد بنفس الكفاءة فيما لو تعاقبوا على تدريبه بنفس العناصر؟
لماذا يبرز مدرب مع فريق ويخفق مع آخر؟!
ولك أن تزيد في الأسئلة حتى على مستوى محللين متخصصين أو غيرهم، ونقاد كبار أو مبتدئين، وكذلك الجماهير في تقييم عمل مدرب، أو تشكيلته أو تبديلاته.
شخصيا اختلفت مع كثيرين حول نسبة المدرب في نجاحه من عدمه، أراها أحيانا تصل إلى 50% ولن تقل عن 30%، وغيري يرونها لاتزيد عن 20%..! وهناك مباريات أحمل – أنا - المدرب خسارتها.
هل يعي بعض من ينتقد ويحلل قيمة كل ركن من أركان التدريب اليومي، مدرب حراس، مدرب لياقة، مساعد مدرب، ومدير فني أو (مدرب أول)، وهل يعتني هؤلاء بقيمة وأهمية الأجهزة المساعدة طبيا وإداريا؟!
بالنسبة للمدرب يجب أن يقدم التشكيلة المناسبة، ثم يتم تقييم تكتيكه، هل يتوافق مع قدرات اللاعبين؟! بعد ذلك قراءته للفريق المنافس خلال المباراة، ربما في أول ربع ساعة يلجأ لتبديل أحد لاعبيه أو مركز لاعب ما أو أكثر، هل يجيد التبديلات، هل تغييراته (روتينية) أم حسب مستوى اللاعبين، هل يقحم لاعبين شبانا متى تراخى (نجوم)، هل يغير تكتيكه وفق ظروف اللقاء؟
هذه (من) مقومات الحكم على مدرب يرفع من مستوى فريق أم (يهوي) به؟!
ربما يكون المدرب ممتازا في عمله وتكتيكه وتعامله، ولكن مدرب اللياقة أضعف من أن يهيئ اللاعبين بما يتناغم مع متطلبات العمل الإبداعي..
ولست مع من يربط نجاح المدرب بأداء اللاعبين، فالقائد – المدرب- يجب أن يعرف كيف يحرك لاعبيه، وكيف يتعامل مع من يخل بالتكتيك، ولا يرتهن لسمعة وجماهيرية النجوم.
هناك مدربون مغمورون أو كبار يتفننون في التخبيص ويكسبون سمعة على حساب الفرق الكبيرة والشهيرة، لكن هؤلاء سريعا ماينكشفون.
وهناك مدربون صنعوا أنفسهم من خلال نجاحهم في فرق أقل كفاءة وقاموا بعمل مضن وشخصيتهم قوية وقدموا لاعبين جددا، لكن بعض النقاد يقزمونهم كونهم دربوا فرقا (غير شهيرة) ، وقد تكون المعادلة هنا أقوى، بمعنى أنه إذا درب فريقا كبيرا وتصدى لتدخلات المسؤولين يكون نجاحه أكثر صدى، علما أن لدينا من ينسب النجاح للاعبين وليس للمدرب (المكافح).
ولأن المساحة لاتتيح الاسترسال، أقول إن مدربين كبارا رفعوا من قيمة الهلال وآخرين بمعايير ضعيفة (خسفوا) به دون إغفال مباريات استثنائية أبطالها اللاعبون (سلبيا) وأحيانا الإدارة .. والأمثلة كثيرة في الهلال وغيره، ولكنني أستشهد بريال مدريد قبل مورينيو ومعه الآن، وتوقعات حول مستقبله إذا استمر بقوة شخصيته. وبرشلونة الذي دائما ماينجح بسبب قوة المدربين واستقلاليتهم في ظل توافر النجوم.
لذا مع احترامي للهلاليين وبعض النقاد أقول (لاتتوهموا)..

يسلمووووووووووووووو

على الموضوع الرائع

لا تحرمنا جديدك