قصاصين لفروش
لا اعتقد أن أحدا من الشباب هذه الأيام أو هذا الجيل يعرف أي شيء عن الفرش أو لفروش وربما انهم لا يعرفون شيا عنها فهم بلا شك لا يعرفون منفعتها للناس ولا من أين تأتى ولماذا تستعمل ؟.. ومن هذا المنطلق يسعدني أن أحاول تقريب وصفة وفائدته من خلال تراثيات وكلمة فرش هي المفرد ومجموعها فروش وهو عبارة عن حجر مرجاني صلب متجمع في باطن البحر رفيع لايتعدى سمكة ثلاث بوصات ولا يقل عن بوصة واحدة منبسط في اسفل البحر على شكل فراش يغطي قاع البحر ومن هنا جاءت التسمية له ومهنة قطع أو قص الفرش أو الفروش ليست مقتصرة على أهل قطر فقط بل هي موجودة ومنتشرة في معظم بلدان المنطقة نستنتج من ذلك تشابه المباني في دول المنطقة وهذه المهنة تعتبر من المهن الشاقة التي عاش عليها اناس مثيرون وهي تعتمد على الغوص إلى الأعماق ثم تقطيع هذه الحجارة بمساحة متر في متر أو اكبر أو اصغر وكلما كبرت القطعة
زاد ثمنها لأنها تغطي مساحة اكبر وتصلح لجميع الأغراض وهو ينتشر بقرب الجزر البحرية مثل جزيرة السافلية وجزيرة العالية وجزيرة شراعوه والقفاي والمكاسب ولبشرية ودينة وارزنه وقاقه حيث يقام المعسكر الكشفي كل مرة في جزيرة وينقسم العاملون إلى قسمين قسم يعسكر ويظل في الجزيرة يزاول عملة كل يوم في تقطيع الفرش وتجميعه ووضعة على شاطئ الجزيرة بينما يتولى القسم الأخر نقلة في المراكب الشراعية الصغيرة والتي تسمى القلص أو الدنقي من الجزيرة إلى الدوحة في رحلة خطرة قد تستغرق يوما كاملا إذا كانت المسافة بعيدة في صراع مع الماء و أمواجه …وللفرش استعمالات كثيرة فمنه ما يستعمل في البادجير الذي يدخل الهواء إلى الغرف ومنه ما يستعمل في عمل القطيع هو عبارة عن قطع جزء من الغرفة لعمل مخزن أو مكان للاستحمام والوضوء ويستعمل أيضا شواهد للقبور ومنها ما يستعمل ظهر رواشن الدور أي الغرف وأشياء أخرى كثيرة هذه نبذه بسيطة عن قصاصين لفروش الذين نساهم الناس والزمان ولم بعد أحد يذكرهم أو حتى يعرف شيا عنهم حتى الفنان التشكيلي لم يتطرق لهم في أعماله لانه لا يعرف عنهم فوجود قصاص لفروش بين المرجان بألوانه تحت البحر أما وهو يقطع أو وهو يحمل ما قطعة أو وهو يبحث عما يريد أو وهو يتشاور مع رفيقة على جهة ما أو وهم يحملون حصيلتهم من الحصى على ظهر المركب الصغير البسيط الذي يصارع الأمواج وهو مثقل بالحجر والناس كلها بلا شك لوحات فنية تعيد شيئا من الذاكرة لشيء كان من التراث