حصن خيشان عندما يعانق المطر

حصن خيشان عندما يعانق المطر


تخيل أنك صعدت ذات عصرية ربيعية إلى قمة قرية الكتادة حتى تصل إلى حصن خيشان ذلك الحصن الشامخ في فضاء المجد ، هناك ستشعر وكأنك تقف على قمة العالم وكأن الفضاء يرقص حولك ونجوم السماء أقبلت لتصافحك ولتعزف لك أعذب الألحان .
وماأن تأخذ مقعدك إلى جوار ذلك الحصن الجميل حتى يهمس لك التاريخ ويداعب خيالك صدى ضحكات الأجداد ، تخاطبك الحجارة والأشجار ، ويحضنك الهواء والسماء ، ويغرقك السحاب ويبللك المطر ، لاشيء هنا يعكر مزاجك الربيعي فكل الأماكن من حولك توحي بأنك تعيش في عالم من الخيال .
يسحرك الجمال أينما تولي وجهك فعندما تحلق عينيك باتجاه الشمال فإنها لن ترتد إليك حتى تحلق في بساتين وادي جفن وتتعطر من روائح السكب وأنفاس الشيح والريحان .
أما عندما تطلقها باتجاه الغرب فإنها ستغرق بين جبال الشعبين وستهيم حباً بجريان السواقي وتمايل أشجار السدر.
وتخاتلك العين لتنطلق باتجاه الجنوب وعند ذلك لن تجد بداً من الاستسلام لجمال صنع الخالق فالمنظر يخلب الألباب والجمال يفوق الخيال ، مزارع خضراء وجبال شماء ، شعاب تضحك للوادي وفجاح تنضح برائحة الكادي ، وعلى البعد تلوح لك شمس الأصيل وكأنها تودعك وتودع المكان .
أما في الجانب الشرقي من الحصن فهناك ظلال الحصن تسابق ضوء الشمس فيرسمان لوحة سريالية على سفوح الجبال تضاهي لوحات سلفادور دالي ‘ ياله من امتزاج سريالي يجمع بين صمت القبور في تلك الناحية الشرقية وسرعة تسلق الظلال لجبل السواد وصخور جبل الفرش وكأنها تهرب مبتعدة عن تلك المقابر حتى لاتذكرها النصب أطياف الأباء والأجداد .
في رحاب حصن خيشان لن تشعر بالملل فأجواء الربيع وقطرات المطر ستسافر بروحك إلى عاصمة الضباب وستصافحك باريس وأنت لاتزال تتفيأ ظلال حصن خيشان .