هاهو الليل أطل علينا بسكونه وخيم على العالم الضلام
حتى تصفى أصحاب النفوس الحساسة
ويخلد كل حبيب إلى حبيبه ويجلس المرء مع نفسه متأملاً
وهو يستريح على هذا الشاطىء من أوجاع الحياة التي تمر
مؤلمة على النفس التي أشبه ماتكون بزجاجة
لا تقبل بأن يخالجها شعور الأسى
فاليل هو مصفى للعاشقين ولباس للمحبين
ومسكن للذين ضاق بهم الكون فجعلو من الليل لباساً لهم
وقد وقدت زينة النجوم التي هي أشبه بالقناديل الزهر التي أضائت ما حوله
حتى خيل إلى الرائين أنه النهار بأسره بل هوعالم الجمال والحب..
الليل يشبه في ذاته نفوسنا التي تحتاج إلى نور يضيء فيها
ولعل أوجاع الحياة سكنت فيها حتى ضجرت فلجأت إلى شيء يماثلها
وتشكوله أترافها فعرفت الليل
ففيه تنام أصحاب النفوس الشريرة وتصحو أصحاب أنفاس النفوس الخيرة..
ويبقى هو الليل ليرسل شعاعاً إلى كل نفس ذائقة العذاب
هذا الشعاع هو شعاع الأمل فيها
ولعل هذه الأنفس لا تضاء إلا بكلمات الهوى
فهيا أيها الليل تعال وأضىء داخلنا المظلم..
ألست أنت الهوى ؟؟
ألست أنت المركب الذي نركب فيه فنصل فيه إلى أفاق الجمال؟؟
من منا لا يعرفك فنحن نبكي في النهار لنضحك في الليل
يا أيها الليل هل عرفتنا وإذا ممرت علينا فلا تبخل علينا
زدنا من عطائك فأنت الصاحب وأنت المسافر فينا إلى دنيا الأحلام السعيدة
وأنت الماء الذي نشرب منه في حياتنا.....