استبدال جثتي طفلين في بيشة والصحة تطالب بأسئلة مكتوبة

في حلقة جديدة من مسلسل الأخطاء المتكررة

استبدال جثتي طفلين في بيشة والصحة تطالب بأسئلة مكتوبة

عبدالله آل قمشة- بيشة - عكاظ

في حلقة جديدة من مسلسل تبديل الأطفال بالخطأ شهد مستشفى الملك عبدالله بمحافظة بيشة مساء الثلاثاء الماضي تسليم جثة طفل ميت خطأ لأب غير أبيه على أنها جثة ابنه، فقام بالصلاة عليها ودفنها في مقبرة بيشة، وعندما جاء الأب الحقيقي لاستلام جثة ابنه وجد جثة طفل آخر لا تربطه به علاقة فرفض استلامها مطالبا بجثة ابنه، عندها تنبه المختصون في المستشفى للخطأ الجسيم الذي وقعوا فيه وهو تسليمهم جثة طفل لغير أهله.

هنا بدأت اتصالات المستشفى بالأب الآخر الذي استلم الجثة لإعادتها فكان الجواب " أنا استلمت جثة ابني ودفنتها وإن كان هناك خطأ فتحملوا مسؤوليته!!"

تفاصيل القصة كما يرويها الأبوان: موسى علي سابر القرني ومسعر ناصر محمد آل جواهر اللذان حضرا لمكتب "عـكاظ" مطالبين بنشر قضيتهما مع المستشفى ..

يقول القرني:

حضرت بزوجتي لطوارئ مستشفى الملك عبدالله في بيشة الساعة الرابعة تقريبا عصر الثلاثاء الماضي وهي في حالة ولادة بالرغم من أن عمر الجنين لم يتجاوز الستة أشهر، وكان الاستقبال بارداً بالرغم من الآلام التي كانت تعاني منها وكل ماقدم لها شراب خافض للحرارة! وبالرغم من توسلاتي لهم لإنقاذ زوجتي بقيت هناك لأكثر من نصف ساعة قبل أن يتم تحويلها الى قسم الولادة، وهناك مررنا بفصل جديد من القرارات حيث منعوني من الدخول مع زوجتي بحجة ان هذا نظام الوزارة، حاولوا مباشرة إجراء عملية قيصرية لها فرفضت ذلك كما رفضت ان تعطى طلقا صناعيا، وقلت لهم اتركوها تحت رحمة الله فهي في الأصل مريضة بالسكر ولا تحتمل أية تدخلات جراحية او غيرها..

ويواصل " القرني " : بعد ساعة من دخولها قسم الولادة فرج الله عليها وولدت طفلا ذكراً لكنهم أبلغوني أنه توفي بعد الولادة مباشرة فما كان مني إلا الرضا بما كتبه الله، فتوجهت للسوق واشتريت كفنا وبعض مستلزمات غسيل الميت وعدت ثانية للمستشفى، وطلبت منهم ان يروني الطفل لأتحقق من شكله ووفاته فرفضوا رفضاً قاطعاً! وطلبوا مني أن أذهب لاستكمال إجراءات استلام الجثة...

ذهبت وأنهيت الإجراءات المطلوبة، وانتظرت حتى الثانية عشرة مساء ثم جئت للثلاجة حيث استقبلنا المختص وهو عامل آسيوي اسمه " مبارك " فما كان منه إلا ان جاء بجثة طفل ملفوف وفي يده سواره، وعلى صدره ملصق أخضر قام مبارك بقصهما ورماهما في سلة النفايات دون ان ينظر إليها أو يطابق البيانات التي بها مع الأوراق ثم قام بغسل الطفل وتكفينه، في تلك الأثناء لفت انتباهنا ان لون بشرة الطفل تميل للسواد فحدثت العامل المختص متسائلا عن ذلك فقال بلغة عربية مكسرة " كله هذا ولد صغير يموت لون جسم أسود " ولم يكن يخطر ببالي أنه غير ابني الحقيقي!

.. ويضيف القرني: استملنا الجثة وذهبنا بها وصلينا عليها بعد الوتر ثم دفناها في المقبرة قبل فجر يوم الأربعاء الرابع والعشرين من رمضان المبارك..

أما مسعر بن ناصر آل جواهر فيقول: حضرت عصر الثلاثاء 23 رمضان لمستشفى الملك عبدالله في بيشة بزوجتي وهي في حالة ولادة وأدخلت قسم الولادة، وفي الساعة الخامسة بشروني بمولود ذكر كامل شاهدته أنا والأم، لكن بعد ساعة تقريباً أبلغوني بوفاته وكنت حينها لازلت متواجدا في المستشفى.

. ذهبت للمنزل ثم عدت بعد صلاة العشاء لاستكمال الاجراءات، ثم غادرت المستشفى وعدت مرة أخرى في الساعة الرابعة فجر يوم الأربعاء لاستلام جثة الطفل ودفنها..

ذهبت للثلاجة وقابلت المختص " بنقالي يدعى مبارك " فما كان منه إلا ان أحضر جثة طفل صغير الحجم ملفوفة فانتابني شعور بأن هذه الجثة ليست لابني فقد شاهدت الطفل بعد الولادة كامل النمو وذو حجم كبير يفوق حجم الجثة التي يريد ان يسلمني إياها، فقلت له هذه ليست جثة ابني، وبعد مداولات وبعودته الى الأوراق الملصقة على الجثة تبين له أن اسم الأم ليس اسم زوجتي، وأن هناك خطأ وقع فيه المستشفى وهو تسليم جثة ابني لشخص آخر...

ذهبنا مع مبارك البنقالي للموظف المسؤول وهناك تم التأكد من وقوعهم في هذا الخطأ الجسيم! يواصل آل جواهر حديثه لـ "عـكاظ" قائلا: كيف لو كان الخطأ حدث للطفلين وهما أحياء، وتسلم القرني طفلي ذو البشرة السمراء وتسلمت أنا طفل القرني ذو البشرة البيضاء؟

ويتساءل مرة اخرى بغصة: أين جثة ابني؟ وهل هي بالفعل التي دفنها القرني أم أنها في مكان آخر؟ أنا أريد ان أستلم جثة ابني بيدي لأتولى دفنها بنفسي، وأطالب بحقي نتيجة هذا الخطأ ومعاقبة المتسببين في ذلك.

"عـكاظ" أجرت اتصالا أمس الخميس بمدير الشؤون الصحية المشرف العام على مستشفى الملك عبدالله في بيشة الدكتور عبدالعزيز عبدالرحمن الشهري الذي كان لحظة الاتصال متواجدا في محافظة خميس مشيط حسب ما ذكر هو..

وقد اكد حدوث هذا الخطأ لكنه في نفس الوقت طلب أن نرسل له فاكساً بالمطلوب، وعندما طلبنا إجابة عاجلة قال: بإمكانكم الاتصال على المدير المناوب في الطوارىء ليجيبكم على استفساراتكم حول القضية..

وبالفعل اتصلنا على مكتب المدير المناوب أكثر من مرة ولكن لم يتم الرد على اتصالنا..! حاولنا الوصول اليه عن طريق مأمور السنترال لكن لم يتم الرد علينا ايضا.!!

تجدر الإشارة إلى أن بيشة شهدت قبل سنوات حادثتين لتبديل أطفال أحياء، صاحبهما الكثير من المآسي والمشاكل الأسرية.