ألم ونزف ولملمة ذات
توقف الكون عن الدوران تلك الليلة
ليلة يسكنها الهم والألم
والوحدة والوجع
لايزور القمر هذا المكان في مثل هذا الوقت من الزمان
بين تلك الأزقة المخيفة
ووالحوائط المتهالكة
وسط الظلام الدامس سرت حافية القدمين
انظر بالأسفل أجد اوراق الشجر والزجاج المتناثر
انظر الى الاشجار من حولي كيف انحنت من شدة العطش
وكأنها تتوسل أنقذوني
والى الورود اللتي فقدت شذاها وكأنها الكفيف فقد البصر
الرياح ثائرة
والبرد قارس
عظمي يؤلمني
ودمي كاد أن يتجمد
وثوبي لايقوى أن يحميني مما حولي
سرت بين تلك الأزقة متباطئة الخطى وكأن قلبي يحدثني
ماذا ستكون النهاية
رأيت حجرة مندثرة بين فروع المكان تكاد تختفي
دخلت اليها فانتابني الذهول والخوف
كانت بقايا أكثر من كونها أحتواء
تتوسطها نافذة محطمة يزينها الزجاج حولها
خربشات سوداء على الحائط زادت الحزن والخوف داخلي
شعور داخلي تحرك أجهل ماهو
صراع بيني وبين نفسي
هل أكمل أم أرجع الى الوراء
لفت نظري صورة فتاة على الحائط
تكاد ملامحها تختفي
فتاة وكأنها أنا لولا أنها تبتسم
هبت الرياح فحركت ثيابي المتهالكة
أصدرت رعشة من جسمي لا أدري ماسببها
توجهت الى النافذة بخطى يائسة
لطمتني الرياح وكأنها تريدني أن أتذكر صفعات الزمن
أغمضت عيني عل الملامح تختفي
توترت
تشنجت
وتألمت
أطياف وأحزانوأدمع مرت بي حينها
انتفضت يكفي يكفي يكفي
لا أريد تذكر ذلك
أنسكبت دموعي سقطت على الارض
أطلقت صرخة من أعماقي اهتزت لألمها الحوائط
قهر وضيم يقتلني
أمسكت بقطع الزجاج من حولي
وأحكمت قبضتي حتى سالت دمائي
علني بهذا أخرج شيئا بالداخل يرهقني
بكيت بحرقة نظرت حولي لم أجد من يمسح دمعتي
ثوبي تغطى بالدماء الممتزجة مع الدموع
وكأنهما كونا خليطا يخصني
تمزق قلبي
أحتاج من يمسح دمعتي ويحتويني
يخفف عني بكلماته
لم أجد أحدا قربي فانحنيت على أرجلي واحتوتني ذراعي
وايقنت بأنه بنفسي سألملم ذاتي
وأن أجعل من مركز ضعفي نقطة بداية لأمل جديد:msa (21):
العرض العادي
