عواصف رملية وصواعق رعدية تضرب المناطق

عواصف رملية وصواعق رعدية تضرب المناطق

السيول تقتل أما وطفليها وتقطع كهرباء قرى الطائف وجازان

عكاظ - محمد سبتي، خالد السويلمي ـ عرعر، عبد الله المقاطي ـ ظلم، عبد الرحمن القرني ـ عسير، عبد الخالق الغامدي ـ الباحة، حسن الغامدي ـ القويعية، عبده علواني ـ جازان



شهد عدد من مناطق المملكة منذ البارحة الأولى أمطارا غزيرة، بعد عواصف رملية، وصواعق رعدية قطعت التيار الكهربائى، وأسقطت الأشجار، وتسببت في حوادث أسفرت عن وفاة أم وطفليها في عرعر، كما شهدت مناطق أخرى سيولا جرفت المزارع، واقتحمت المنازل، واحتجزت الأهالي والمركبات.
ففى عرعر، ضربت موجة غبار قوية وأمطار المدينة وأسقطت مولدا كهربائيا في حي الفيصلية، وأطاحت بعدد من الأشجار واللوحات الإرشادية، وعطلت السيارات في الأودية.
وقال الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في الحدود الشمالية الملازم أول عبد الرحمن الأحمري لـ «عكاظ»، أن العاصفة الرملية القوية، التي هبت على عرعر تلتها أمطار غزيرة، أسفرت عن حالات احتجاز للأهالي، وأسقطت بعض الأشجار، مشيرا إلى أن غرفة العمليات تلقت أكثر من 200 اتصال، وتمت مباشرة الحالات، وإعلان حالة التأهب والاستعداد لأي طارئ.
وتلقت الدوريات الأمنية بلاغا عن سقوط سيارة يستقلها رجل ترافقه زوجته وطفلة وطفل، في عبارة مياه على طريق جديدة عرعر، تحركت إلى موقعها ثلاث فرق إنقاذ، وخرج قائدها من نافذة قائد المركبة، ونقل إلى المستشفى، وانتشلت السيارة، وعثر بداخلها على المرأة وطفليها، وقد فارقوا الحياة. كما سقطت دورية للأمن أثناء مساعدتها المواطنين في الحزام الغربي لحي العزيزية، ومتابعتها أحوال صنادق الصفيح، في قناة تصريف السيول في مجرى وادي عرعر. ونجا سائق الدورية ومرافقه، وتواجد في الموقع مدير شرطة المنطقة العميد حمود المنصور، ومدير المرور المقدم على الصانع.

فرق طوارئ الأمانة

وباشرت أربع فرق طوارئ و20 وايتا لشفط المياه، بقيادة وكيل الأمانة لشؤون الخدمات شعف الضبيان، وبحضور مساعد أمين المنطقة المهندس خميس الحازمي، وتمكنوا من سحب كميات كبيرة من المياه التي داهمت المنازل، وتابع العمليات أمين المنطقة المهندس عبد المنعم الراشد.

المهمات والواجبات الخاصة

وانتشرت فرقة المهمات والواجبات الخاصة في المواقع الخطرة، ومنعت المواطنين من الاقتراب ونزول الأودية. كما انتشر رجال المرور في شوارع المدينة، وأغلقوا بعض الشوارع الخطرة.

المتسوقات لجأن للمشاغل

وكانت عاصفة عرعر الرملية فاجأت المتسوقات في سوق المعارض، فلجأن إلى المشاغل النسائية بعد إغلاق المحلات. وفي السياق نفسه، فقدت أسرة ابنتها? في البر أثناء التنزه، وبعد بحث مضن عثر عليها، كما أغلقت محلات عرعر ومغاسل السيارات أمس نظرا لانعدام الزبائن، وبدت مدينة عرعر خالية من سكانها وخرج الأهالي باتجاه الأودية، ولم يتسن للبعض الحصول على البنزين إلا بعد نصف ساعة بسبب الازدحام عند المحطات التي نفذ منها الحطب والخبز والماء الصحي.
وقال فرحان غثيث: «وجدتها فرصة للخروج والتنزه في صحاري الحدود الشمالية بعد هذه الأمطار، وسنقوم بالشواء وممارسة الرياضة? بالقرب من الغدران المليئة بالمياه».
وفي أبها، ارتدى جبل السودة بياض الثلج، عقب أمطار غزيرة، ومتفرقة على أجزاء من ضواحيها مصحوبة بكميات كبيرة من حبات البرد، غطت أحياء وسط المدينة والمرتفعات الغربية على جبال السودة وبني مازن، ومنتزه السحاب، كما شملت أجزاء من المناطق الشمالية، وسبق الأمطار رياح شديدة اجتاحت المنطقة محملة بالغبار، الذي ما إن فارق المدينة حتى تساقط المطر.
وخرج العديد من الأهالي للمنتزهات وعلى جنبات الطرق، وشهد طريق الممشى وسط مدينة أبها ازدحاما شديدا.
وكست الثلوج منتزهات السودة بالبياض المطرز بالخضرة بعد أن امتلأت جبالها وشعابها ووديانها بالثلوج لتشكل لوحة طبيعية خلابة، ما دفع زوار وأهالي المنطقة إلى الخروج للاستمتاع بأجواء المطر والثلج.
كما شهدت الشوارع المؤدية إلى السودة زحاما شديدا، وتوقفت حركة السير وامتدت طوابير السيارات لعدة كيلو مترات، غصت المنتزهات بالزوار والأهالي. وبذل رجال الأمن جهودا كبيرة في فك الاختناقات المرورية بعد أن غمرت المياه والثلوج الشوارع وتوقف العابرون لالتقاط الصور.
يشار إلى أن منتزه السودة يبعد (25) كلم من مدينة أبها، وعلى ارتفاع 3000م من سطح البحر وهو من أكثر المواقع المطورة في منتزه عسير الوطني وتبلغ مساحته 883 هكتارا، وينفرد هذا الموقع دون سواه بخصائص بيئية خلابة، وتكسوه بغزارة أشجار العرعر.
وأوضح مدير الدفاع المدني في منطقة عسير العميد عبدالواحد بن عوض الثبيتي، أن هناك أودية مشهورة تتجه نحو الشرق وسيولها أخف ضررا لاتساع الأودية، وأخرى تتجه نحو الغرب (تهامة) ثم البحر الأحمر وهذه سريعة الجريان.
وحذر المواطنين والمقيمين من مخاطر الخروج أثناء هطول الأمطار والسير في الأودية والسباحة في المستنقعات.
وفي ظلم، تسببت العواصف الترابية والأمطار التي شهدتها المدينة البارحة الأولى، في انقطاع التيار الكهربائي عن جزء كبير من الحي الشمالي لأكثر من أربع ساعات متواصلة، من المغرب وحتى التاسعة مساء، نتيجة خلل في أحد المحولات الكهربائية، واستنفرت الجهات الأمنية وفرق السلامة في الدفاع المدني طاقاتها؛ تحسبا للسرقات والحوادث وأي طارئ.
إلى ذلك، هبت رياح قوية على الطائف أدت إلى سقوط شجرة ضخمة على منزل في الحي الجنوبي، تقطنه مجموعة من العمال نجوا بأعجوبة.
كما سجلت العواصف والأمطار التي شهدتها ظلم حوادث مرورية طفيفة، وتسببت في قطع التيار الكهربائي عن بعض الأحياء. وشكلت المياه مستنقعات داخل الأسواق.

القويعية والباحة

وتعرضت محافظة القويعية والمراكز التابعة لها البارحة الأولى لموجة عنيفة من الغبار والأتربة غطت سماء المنطقة، حجبت الرؤية بشكل كبير؛ ما أجبر المسافرين على طريق الطائف ـ الرياض على الوقوف على جنبات الطريق.
وشوهدت سيارات الشرطة والدوريات الأمنية تتجول في الميادين، والطرق الرئيسية؛ تحسبا لوقوع أي طارئ .كما ازدحمت المستشفيات بمرضى الربو وحساسية الصدر حتى صباح أمس، خاصة من الأطفال وكبار السن.
وفي الباحة، أدت الأمطار التي شهدتها محافظة العقيق، وباديتا معشوقة ووراخ إلى احتجاز سيارتين دون أية إصابة أو ضحايا. كما تمكن أفراد السلامة في الدفاع المدني من استخراج سيارة من عبارة سيل في وادي معشوقة.

صواعق رعدية

وعاودت الأمطار هطولها أمس على قرى الشريط الحدودي في جازان، صحبتها صواعق رعدية شديدة وسيول قوية، معلنة استمرار عزلة أهالي هذه القرى المحتجزين خلف وادي دهوان.
وتسببت الأمطار في قطع التيار الكهربائي في محافظة الحرث وعدد من قرى مركز القفل.

الله يستر

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .