رد: رابعة العدوية
شحذ الهمم للزهد و العبادة و الورع مطلب مهم، و ضرب الأمثال قد يكون له أكبر الأثر بذلك و في أمهات المؤمنين و الصحابيات و التابعيات أمثلة كثيرة ذكرت في كتب السير و الأعلام. لعل ارتباط رابعة العدوية بالزهد و اشتهارها يرجع الى ارتباطها بالصوفية. هناك اسئلة تدور: هل رابعة العدوية حقيقة أم أسطورة؟ و الجواب أنها حقيقة و قد ذكر بعض اخبارها سفيان الثوري. ألسؤال الثاني: هل كل ما قيل عن رابعة العدوية صحيح؟ قد يكون ما ذكر من عبادتها صحيح لكن ورد عنها انحرافات عقدية خطيرة يجب أن لا ننجرف وراء العاطفة و ننسى هذه الإنحرافات و منها:-
بدعة عبادة الله بالحب وحده و ترك عبادة الله خوفا من ناره و عقابه و طمعا في رحمته و جنته ، قال شيخ الاسلام ابن تيمية: قال بعضهم مَنْ عَبَدَ الله بالحب وحده فهو زنديق،ومَنْ عَبَدَ الله بالخوف وحده فهو حروري،ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ،ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن
و منها ما ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء قول رابعة لرجلٍ رأته يضم صبياً من أهله ويقبله: "ما كنت أحسب أن في قلبك موضعاً فارغٌ لمحبة غيره تبارك اسمه، فهل كانت أفضل من الرسول صلى الله عليه و سلم الذي كان يقبل الصبيان
و قد رماها المحدث أبو داوود صاحب السنن المعروفة بالزندقة فلعله بلغه عنها شيئا أكبر من ذلك و هو المحدث الثقة.
خلاصة الكلام أنني لست حكما عليها فقد لأفضت إلى خالقه و قد تكون أتت بحسنات يغفر الله لها بها هذا الزلل- و أرجو ذلك- لكنها لا تصلح لأن تكون قدوة فأمهات المؤمنين و الصحابيات فيهم الغنية لكن الشهرة أحيانا ترفع الذكر أكثر مما ينبغي.
استميحكم عذرا على المداخلة لكنه حق-فيما أرى- علمته فكان لزاما علي تبليغه.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
|