على رصيف هامش جانبي سأقف.. بعد سنة كنت أشعر أنني فيها على جناح حرف كلما فر عن قلمي كنتم قرائي الأعزاء وجهته.., لحظات وأنا أفكر لماذا تتبدى لي فكرة الوقوف على هذا الهامش صعبة, وتحديداً بعد أن تداخلت مواعيد الإجازات ومواسم الشهور.., ولم تعد للوقت فسحته الرحبة التي كانت على ما أحسب تستوعب فواصل مرنة لأيامنا, بين أن نعمل, وأن نتأمل, وأن نرحل, وأن نجوب, وأن نؤوب, وأن نستكين, وأن نبيت على صمت, ونسهر على ضوء, وبين أن نُمتع بصوم, وعيد, وبفصول لا تُخفي عنا وجوهها, تماما كما أننا لا نغلق عنها جفون وعينا, ولا نسلبها صمت سكوننا,.. بينما الأيام هذه تسارعت حلقات متاريسها., وغدت سواقيها تطوِّح بقوة, وتلف بإحكام على تفاصيل رحابتها.., فضاقت, وتحجَّمت, حتى غدت كاليوم كالساعة كالدقيقة, وانطوت ألوانها, وتداخلت مذاقاتها, وبهتت إشراقتها, وتبخرت نداوتها, وفقدنا مذاقاتها, لكننا نبقى, في الغالب كما نحن نستلهم الوقوف على هامش من هوامشها, لنقرأ تفاصيل لا تزال زاخمة بها الأرصفة.. حاجتنا الوحيدة لكر عجلة الوقت, وإعادة نسج خيوط الأمل في قادم أرحب بأحلامنا, وأقدر على يأسنا منا.., وعلى الرصيف الهامشي ذاته سأقف, ربما إمعاناً مترصداً للملمة بعثرة الخطى, وانتقاءً لخيوط ممهورة بأملٍ ركدت جداولُه, ولكشف نقابٍ عن جملة بقايا, لأجنحةٍ تبعثرت شتاتاً, في ركضة دواليب الأيام,.. فمن منَّا يمكن أن يُسلم مفاتيح الثواني في سجلاتَه لوَهْمِ القدرةِ على استمرار ركض سواقيه..؟
للتفاصيل أضغط هنا ...