أدب الرحلات: هو ذلك الأدب الذي يصور فيه الكاتب ما جرى له من أحداث، وما صادفه من أمور في أثناء رحلةٍ قام بها إلى أحد البلدان.
وقد ذهب الرحالة المسلمون إلى أماكن كثيرة لأسباب شتى، وبعضهم كان يدوِّن رحلته، ويسجلها قصة باقية عبر العصور. فمن أسباب تدوين الرحلات أن يطلب الحاكم من الرحالة تدوين الرحلة، أو يطلب الأصدقاء ذلك، وقد تكون رغبة الرحالة أنفسهم في إفادة القراء وتثقيفهم بالجديد، ومن الأسباب أيضاً أن يهتدي المسافرون بهذه الرحلة المدونة فتكون دليلاً لهم، وكذلك لإبراز مناسك الحج والعمرة، وإعانة المسلمين على معرفة الديار المقدسة وكيفية الوصول إليها والتجول فيها، وللتأريخ للبلدان وحضارتها وشعوبها، وللتعريف بالبلدان الغريبة وأبرز معالمها وعجائبها وعاداتها وتقاليدها.
دوّن الرحالة في مذكراتهم أخباراً ومشاهد وأوصافاً وتعليقات وملاحظات موجزة، ثم عمدوا إلى تهذيبها وصوغها بأسلوب جميل، إما في أوقات الراحة في أثناء السفر، وإما بعد الرجوع من السفر. ويشرع الرحالة المغامر أحياناً في سرد حكاياته وقصصه ومغامراته على الكاتب الذي يصوغها بأسلوبه الجميل، وقد اعتمد الرحَّالة العربي على النظر فيما يكتبه ويرويه، كما اعتمد على السمع، وعلى قراءة ومطالعة الكتب والأخبار.
ومن الصفات الحميدة التي اتصف بها الرحالة المسلم:
الصدق والأمانة في الأخبار التي يرويها، وفي وصفه للمناظر والمشاهدات والحوادث، ومنها الذكاء وسعة الأفق وعمق التفكير، وإعمال التأمل، والموضوعية وعدم التحيز، وحبُّ البحث والتمحيص والنقد والتحليل.