كثيراً ما نتمنى لو أننا نستطيع أن نعود إلى الماضي لنلقي نظرة على حياة الناس وفي موضوعنا سوف اصحبكم في جولة مختلفة … فيها الحنين وعبق الذكريات الجميلة.
كتب الفدعاني (( يتقدم والد العريس أو أحد أقربائه أو من يرغب العريس في أن يتوسط لدى والد العروس ويطلب منه المصاهرة حسب العرف المتعارف عليه في مثل هذه الحالة فإذا جاءت الموافقة وتم قبول العريس المتقدم لهذه العروس يتم عمل الترتيبات اللازمة لإتمام الزفاف وهي كالآتي:
يوم القومة:
وسمي بهذا الاسم لأنه أول يوم في الزفاف وتجهز فيه وليمة طعام الغداء للجيران والأقارب والأصدقاء على نطاق مختصر وبعد صلاة العصر يتم الإعلان عن الزواج حيث يدق الزير وتنصب جريدة من جريد النخل ويتجمع الأطفال ويحضرن النساء بعض الحلوى معهن والمكسرات لنثرها على الأطفال تيمناً بذلك وتعبيراً عن فرحتهن بهذه المناسبة السعيدة.
يوم الدفع
يقوم العريس في اليوم الثاني بإحضار عدد من الجمال لكي يتم تحميل جهاز العروس وجميع ما يحتاجه والد العروس من أغنام وحبوب وأرز وسكر وشاي وقهوة وكل ما يلزم لإتمام هذا الحدث الميمون ثم تسير هذه الجمال من منزل والد العريس إلى منزل والد العروس في موكب يزفه الرجال والنساء والأطفال معبرين عن أفراحهم بالدق على الطبول في إيقاعات شيقة في عرض بديع يظهر الإحتفال وبعد وصولهم إلى منزل والد العروس يستقبلهم هو وأصدقاؤه وأقرباؤه ويدخلون هذا الجهاز وبعد ذلك يتناولون طعام الإفطار ثم يتخلل تلك الأيام والليالي أنواع من الألعاب مثل عرضة الرديح الفلكورية ولعبة الرجيعى حيث أن الزواج عادة يبداء من يوم الأحد وينتهى يوم الخميس ليلة الجمعة وخلال هذه الأيام الخمسة يمتلئ منزل العريس والعروس بالزوار والمهنئين والمباركين لأهل العروسين وكذلك يتم تقديم المساعدات والهبات لوالد العريس وما يُسمى (( بالقود )).
يوم الدخلة (ليلة الزفاف):
في ليلة الدخلة يدق الزير عصراً حتى آذان المغرب وذلك لتنبيه أهل القرى أن هذه ليلة زفاف العريس فيحضر أهل القرية بعد صلاة المغرب مباشرة إلى منزل العريس ويرتدي العقال المقصب والمشلح وكذلك الجنبية ثم يقوم الجميع في موكب كبير قوامهم أربعمائة رجل يزدادون أو ينقصون عن ذلك وذلك حسب مركز العريس الإجتماعي بين أهل القرى ويسيرون بعرض عجيب حيث يوجد رجال يحملون الأضواء على أكتافهم لإنارة الطريق بالسرج وهي عبارة عن فوانيس مضاءة وتسمى بالأتاريك ويحمل بعض الرجال البنادق وتسمى بالمفتل والمقمع ويسيرون أمام العريس ليعرضوا ألعابهم النارية بالملح والبارود ويردد هذا الجمع الغفير من الناس الأهازيج بما يسمى البيشانة والبيشانة هي عرضة صوتيه يرددها كما أسلفت الكبار والصغار السائرون في موكب العريس إلى منزل والد العروس وبعد وصولهم إلى المكان الذي أعد والد العروس تدور القهوة العربية ويحضر طعام العشاء حيث يقوم بإعداده وتجهيزه ويقدمه لوالد العريس وبعد الإنتهاء من تناول طعام العشاء يقوم العريس مع والد العروس أو أخيها فيدخله على العروس ويستقبله النساء بالزغاريد حتى يصل إلى منصة العروس في أريكتها وهي مزدانة بالأزياء الفاخرة والمجوهرات الثمينة فيضع يده على رأسها ويتلو ما تيسر من القرآن الكريم والأدعية الخاصة بالزواج ومن الأحاديث النبوية الشريفة وذلك في صوت خفي ويلصق عليها. واللصق عبارة عن جنيه من الذهب أو بعض الريالات المصكوكة من الفضة ويعود هذا ألى القينه وهي المرأة التي تقوم بتزيين العروس وبعد ذلك يعود العريس ألى المجلس وينصرف الحاضرون إلى بيوتهم وذلك خلال الفترة ما بين المغرب والعشاء أما العريس فيعود مع أهله إلى منزل أبيه وينام هناك ليلته مع أهله.
كلمات البيشانة:
تعلق يافتى وإن كنت طالب=تعلق في فهد ولا بسدى
شوف الذيب تمضى له جرايب=شيئاً يأكله ما قط يد
وبعد هذه الكلمات يسير الشاب والشيوخ يرددون بعض الكلمات وتُسمى بالحداء مثل:
يالله طلبتك ساعة وهى أبرك الساعات=فيا فرج من الله واقى عن السيئات
الدح ياصبيان ربيعى ما يأتى إلا بالغصايب=من لا يحوشه في شبابه ما حاشه والرأس شايب
شوف الملح تمضى له جرايب=يأخذ في الضرائب ويتعدى
جينا لعين من دعانا=نوفيه واجبه لين يرضى
وهكذا يرددون هذه الأهازيج حتى يصلوا إلى بيت والد العروس.
يوم الصبحة:
يستيقظ العريس في الصباح وهو مرتدياً جميع ملابسه التي كان يرتديها في ليلة الزفاف ويجلس في ديوان والده ويحضر الناس من القرى يباركون ويهنئون بهذا الزواج وقبل صلاة الظهر ينتقل العريس ومعه والده وأقاربه إلى منزل والد العروس ويقدم لهم طعام خاص يسمى قرص الخواء وهو نوع من الطعام معصود عبارة عن خبز وتمر ويعلوه السمن والعسل بعد الإفطار يتم زفاف العريس إلى عروسته ظهراً وهو ما يسمى بالدخلة ويعود أهله وأقرباؤه إلى منازلهم وفي المساء يقوم والد العروس بتحضير عشاء للعريس يحضره الأقارب فقط ) . انتهى
عادات وتقاليد حفل الزواج بينبع النخل في الماضي
العرض العادي
