أسرة ناجحة
في شهر رمضان الماضي قدم المبدع الدكتور فهد السنيدي برنامج "أسرة ناجحة" على قناة المجد و كان في كل حلقة يلتقي مع أسرة أغلب أفرادها كانوا ناجحين و تقلدوا مراكز مرموقة في قطاع الدولة أو في القطاع الخاص. كان لي عتب على الدكتور فهد – لاحظوا أن عتب همام من منتدى آل حبة سيصل للسنيدي- أنه ركز في حلقاته كلها- فيما أعلم- على جانب النجاح المادي و لم أره مثلا إلتقى بأسرة أغلب أفرادها من الحفاظ لكتاب الله. المهم في الموضوع أن كل واحد منا تتوق نفسه إلى تكوين أسرة ناجحة، فما هي مقومات الأسرة الناجحة و كيف يستطيع المرء أن يكون أسرة ناجحة؟ السؤال يبدوا سهلا لكن الإجابة صعبة و تحتاج إلى جهد و قبلها توفيق من الله. هاهنا بعض الإشارات و الأفكار التي وضعتها لتكوين أسرة ناجحة و الموضوع تكميلي بمعنى أنه مفتوح للأفكار التي من الممكن أن ترقى بأسرنا و شبابنا في آل حبة خاصة و أسر المسلمين عامة لأنني لاحظت أن أغلب شبابنا لا يملكون رؤية للمستقبل و غاية همهم أن يصلوا سريعا للوظيفة و لو كانت ليست بالمؤملة لكن المهم أن تأتي سريعا:-
أولا:- الإعتماد على الله و الإكثار من الدعاء لأنه كما قال الشاعر:
إذا لم يكن عون من الله للفتى**** فأول ما يجني عليه اجتهاده
و هذا خليل الله إبراهيم عليه السلام يقول في دعائه: "رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ" فلم يهمل الدعاء لذريته.
ثانيا:- حفظ الله عز وجل في نفسه فإن هذا ينعكس على ذريته و قصة موسى عليه السلام و الجدار الذي كاد أن ينقض معروفة في سورة الكهف حتى ذكر بعض المفسرين أن أباهم الصالح كان جدهم السابع فانظر كيف انتقلت بركة هذا العبد الصالح إلى ذريته.
ثالثا:- الإجتهاد في إختيار الزوجة الصالحة العاقلة الناضجة و التي عندها رؤية للمستقبل و هدف في الحياة. أعلم أنكم ستقولون هذه مثالية و أين نجد ذلك في الواقع لكن ينبغي للإنسان أن يجتهد و ما لا يدرك كله لا يترك جله.
رابعا:- الإهتمام بتربية الأولاد على تقوى الله عز وجل و أن يراقبوه في كل وقت و عدم إهمال شؤون العبادة و الصلاة مقارنة بالدراسة.
خامسا:- تربيتهم على الجدية و أن الحياة ليست كلها عبث مع عدم إهمال التوازن المطلوب في إعطاء الوقت اللازم للعب حسب العمر و الرغبة.
سادسا:- تربيتهم على علو الهمة و عدم الرضا بالدون مهما كانت المشقة و أن يكون لكل واحد هدف منذ الصغر لكي يكبر و يكبر معه هدفه
و من يتهيب صعود الجبال*** يعش أبد الدهر بين الحفر.
سابعا:- تربيتهم بالنماذج الناجحة المحيطة بهم من الأقارب و المعارف لكي تعلو هممهم و تشحذ فيهم حب المنافسة مع ملاحظة عدم الإفراط في ذلك لكي لا ينعكس إلى إحباط.
ثامنا:- التعب معهم. على قدر تعبك مع أولادك بحكمة و تعقل يكون الناتج أفضل لأن بعض الناس يحب أن يمتع نفسه في كل متعة من سفر وسهر و غيرها و يريد أولاده أن يكونوا أفضل الطلاب و أنى له ذلك. تذكر على قدر تعبك مع ولدك يكون الناتج.
تاسعا:- البحث عن السبل المفيدة في التعليم لأن تعليمنا للأسف نمطي في غالبه و لا يشجع الطالب على الإبداع و التفكير مع الإهتمام بالمنهج المدرسي لأن النجاح في الشهادة سيكون عن طريقه لكن الطرق الأخرى ستكون معينا له في كل الحياة و الحرص على الدورات في العطل مثل دورات تعليم اللغة الإنجليزية و الحاسب لأنها أساسيات في هذا العصر.
عاشرا:- عند حدوث مشكلة أو عقبة، اجلس وفكر و استشر و لا تأنف أن ترجع خطوات لتأخذا طريقا آخر.
أحد عشر:- حاول أن تكون موجها لأولادك لكن لا تفرض عليهم مجال واحدا ترى أنه الناجح في نظرك.
ثاني عشر:-إختيار الرفقة الصالحة الجادة في دينها و دنياها و كما قيل الصاحب ساحب.
هذه بعض الأفكار التي بدت لي و التي أرجو أن تكون مفيدة و نافعة و كنت أتمنى أن السنيدي خصص حلقة يلتقي فيها مع أحد التربويين لمناقشة مقومات الأسرة الناجحة.
نسأل الله أن يوفق شبابنا لخيري الدنيا و الآخرة
إلى اللقاء
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
|