عرف الأقدمون الحرب النفسية كالصينيين والهنود والفراعنـة والتتار والعرب والمسلمون ، واستخدمها الأمويون والعباسيون والفاطميون ، إلا ّ أن الإختلاف ليس في الأهداف وإنما في الوسائل والأساليب المستخدمــة . ويعود تاريخ الحرب النفسيــة إلى ماقبل الميلاد ، عندما أصدر القائد العسكري الصيني " صن ـ تزو " آنذاك كتابـه " فن الحرب " في القرن الخامس قبل الميلاد ، أما جنكيز خان المغولي التتري ،فقد كان يرسل قوات ٍ تسمى " خيالة التتر المتوحشين " هدفها بث الرعب والقلق والإنهيار النفسي وإحباط الروح المعنوية عند المواطنين وذلك بالهجوم المباغت والسريع على المنطقة التي تكون هدفا للغزو من قبل الجيش التتري بقيادة هولاكو ، إذ كانت أعمالهم " يبقرون البطون ويقتلون الأطفال ويفقأون العيون ويطعنون الحوامل بالرماح ويمثلون بالجثث" ، فيدب الرعب والخوف والقلق في نفوس المواطنين ويصابون بالإنهيار النفسي وبالتالي الإستسلام لقوات الجيش المغولي ، علما ً بأن " خيالة التتر " هم فرقـة صغيرة لكنها بلا رحمة ولا شفقة ويتصرفون بوحشية عالية ٍ وهمجية عز مثيلها . وكانت تسبقهم دعاية هائلة ٌ ومرعبة ٌ تبين قدرة التتر وقوتهم على التدمير والتنكيل .
أما مصطلح " الحرب النفسيـة " المعاصر فقد ورد بهذا الشكل ضمن قاموس المصطلحات الحربية الأمريكية ، الذي صدر عن وزارة الحرب الأمريكيـة عام 1955 م