حكاية الزمان

ألا يالله انـت الكريـم المـبـدّا
على النفس والخلق والكون كلّـه
رجاك الـذي يعتـرف بالخطايـا
أقِلْ عثرتـه بالقـدم يـوم زلّـه
أنا عبـدك المذنـب المستجيـرا
بعفوك ولطفك مـن القيـد حلّـه
إذا فوق لعناق حِمْلـت نعوشـه
لـدارٍ يفـارق حبيبـه وخـلّـه
وخلّف وراه الحشـم والقرايـب
ولبس الكفن بعد ملبـوس حِلّـة
وخلّف قصـورٍ ودنيـاً عريضـة
في الوزن ماهي تسـاوي مسلّـة
وفارق بنيـن وْ صديـقٍ موالـي
دعاهـم لمفقـودهـم مايمـلّـه
ويصبح رهيـنٍ فـي القبروحـده
وسلّـم جمـيـع المقالـيـد لله
ولالـه قريـبٍ ولالـه ونـيـسٍ
يكن عمـلٍ يتّقـي تحـت ظلّـه
ورحمـة رحيـم يوسّـع مجالـه
ويكـرم نزولـه ونـوّر محلّـه
يقول الطنيني نظمـت القوافـي
وفيها العبـر والحقايـق مطلّـة
وارى النقص فيّه ولانـي بكامـل
ومثلي يـدوِّر علـى مـن يدلّـه
ولكـن زمـانٍ يهـزّ المشاعـر
وفيه انتشـر كـلّ سِـمٍّ وعلّـة
سنينٍ بهـا شابـوا المِرضعينـا
وفيها الشيم والقيـم مضمحلّـة
فلجـواد قلّـوا ولخيـار ولّــوا
ولشرار زادوا على الطيـن بلّـة
زمانٍ بـه الوالـد اصبـح ذليـلٍ
يلاقـي عقـوقٍ ولاقـى مـذلّـة
وعِلـمٍ مخالـف وذريٍ مخالـف
وكلّه زمانـي جـرى بـه تِخلّـة
ولرض أمحلت بعدما غار ماهـا
وقلّ المطر مـن سحـابٍ تِقلّـه
وعفْيتْ بلاد السقـى والعثـاري
حيـاةٍ بـلا زرع صـارت مملّـه
نشينا على العِزّ وعْلـى الكرامـة
على اساسها بِني حصْـنٍ وفِلّـة
وصرنـا نـدوِّر لعـادة جــدودٍ
كما ذاري البُـرّ قـد فـات حِلّـه
فقد كان شور العـرب والقبايـل
لعُقّالهـم والشيـوخ المِسِـنّـة
وكان الولد يحتـرم كـلّ شايـب
ولا يِنْطـق العِلـم حتـي يقلّـه
وقد كان صدر المجالس مخصّص
لمن بين لجواد طالـت يـدٍ: لـه
ولاهـو لفسْـلٍ ولوكبـر سِنّـه
ثمانيـن عــامٍ ولا دقّ دلّــة
وكـان الفتـى للعمـل والعبـادة
ولابـه تلـفـزون والاّ مجـلّـة
شبابٌ على الدين وعْلى المبـادئ
ومـا حــرّم الله مايستحـلّـه
ولابـه لُغـاتٍ تخالـط لغتـنـا
ولا غير لِبْس الشّرف كِسْوةٍ : له
ولا بـه مخـدِّر ولابـه مفـتِّـر
ولا بـه دعايـة ضـلالٍ مِضلّـة
ولا به مفحّـط ولا بـه سـروقٍ
وفي كـلّ حـارة فريـقٍ وشلّـة
ولا به خِبـاثٍ بلرهـاب جونـا
من الشرق والغرب من كلّ مِلّـة
فيا صرم حالي وياغبـن عينـي
على العصر والجيل ماذا حصلّـه
غزانا من الشرق والغـرب فِكْـرٍ
ولُغْزٍ جديدٍ مـن الصّعـب حلّـه
وصرنـا نقلِّـد وصرنـا نسايـر
طبـاعٍ غريبـة علينـا دخيلـة
بلهجة غريبة وموضـة غريبـة
وقُبُّـوع يشبـه لقُبْـع المظلّـة
وجتنا الطواقي على نصف مِتـرٍ
وخيّاطهـا مابـه العقـل صُلّـة
عـدوٌ يخطّـط وفاشـل ينـفّـذ
وفسْـلٍ يـدوِّر علـى كـل فَلّـة
ولا هـو يقـدِّم ولا هـو يوخِّـر
ولا في المواجيب لو بدْيةٍ : لـه
عـدوّ النّشامـا ويشنـا قريبـه
وفي كـل ميـدان مِتْرصـدٍ :لـه
ولا هو يبيـع الشيـم والعُروبـة
يكن خاسـرٍ يختـرعْ لـه تِعلّـة
عسى مِثل ذاك الهتيـل المنافـق
فيِ المجتمع لايجي تلْـوةٍ : لـه
وياليت من شـبّ ماسـرّ ربعـه
يضلِّي فريسـة سبـاع المَشَلَّـة
ففي الناس من عند لقراب بـاروا
وفي وصل لقراب صـاروا مِقلّـة
ولرحـام نسيـوه مـا يذكرونـه
سنينٍ طـوال وْ شهـورٍ مِهلّـة
فَحَوْلٍ على لرض باقـي تحمّـل
عُصاةٍ علـى ظهرهـا مِسْتقلّـة
وفي الناس من كبر ماله وجاهـه
فصعّر خـدوده وجـوره يِشلّـه
ويصرف نقوده ويقضـي حياتـه
مسافر من الهنـد الـى فنزولّـة
ولا فِتْـحْ داره لضيـفٍ يـزوره
ولا في الشيم والكرم قِسْمةٍ : لـه
ولا اعطا ضعيفٍ ولا اعطا قريبٍ
ولا اعطا غريبٍ حقـوق المَحلّـة
وحتى الزكـاة اكلهـا وامتهنهـا
ولا لقي محتاج لـو مـدّةٍ : لـه
فيا صاحب المـال بِـرَّه وزكّـه
ويا صاحب الجور والكِبْـر خلّـه
وفي الناس من لقي كرسي وظيفة
فلا كِنّ حيٍّ جلـس فـي محلّـه
يماطـل بهـذا وعـزّر بـهـذا
ولا في السّجلاّت لو فزعةٍ : لـه
عـدوٌّ لربعـه يظاهـر عليـهـا
ويِطْلِق لسانـه وسيفـه يسلّـه
ولم يِـدْري ان التّقاعُـد قريـبٍ
وعُزران بعده علـى اثْـره يِتِلّـه
فكم مكتـبٍ يشتكـي مثـل ذولا
عبيد الرشاوي ونشكي علـى الله
وانا امدح شبابٍ على العهد باقي
يـودّي مواجيـب دُقّـه وجُلّـه
وللنشمـي الـي يربّـي عيالـه
سلامي ويستاهـل المـدح كلّـه
ختمت الحكاية وختّمـت شِعْـري
وانا اسغفر الله مـن كـل زلّـة
وصلّوا على من بِعِث بالرسالـة
ودينٍ حنيفٍ على النـاس جُمْلـة


الشاعر عبدالله الطنيني

ولُغْزٍ جديدٍ مـن الصّعـب حلّـه
وصرنـا نقلِّـد وصرنـا نسايـر
طبـاعٍ غريبـة علينـا دخيلـة
بلهجة غريبة وموضـة غريبـة

ابونايف
الله يعطيك العافيه