التسخير
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يعتقد البعض عندما يقرأ قول الله تعالى:(لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ) أن المقصود به تسخير الخدم و العمال و غيرها و هو وجه في تفسير الآية لكن الذي اختاره الطبري و مفسرون آخرون أنه عام في الناس كلهم فهو سبحانه قضى أن لا أحد يستطيع قضاء مصالحه كلها بنفسه بل أن أحد السلف سمع أحدهم يدعو و يقول: اللهم لا تحوجني إلى أحد من خلقك، فقال: هذا دعا على نفسه بالموت، فالداعي يقصد بدعوته أن لا يحتاج إلى أحد حاجة فيها ذل، و الإمام أراد أن ينبه إلى كل واحد يحتاج إلى الآخر، فهو سبحانه و إن كان سخر لنا الخدم و العمال و السائقين و غيرهم فإنه أيضا سخرنا لهم فأنت إن كنت رب أسرة قد سخرك الله لرعايتهم و الكد من أجلهم و قد يكونون نائمين و أنت في كبد و كذلك سخر رجال الأمن لحفظ الأمن مع ما يتعرضون له من خطر لكي ننعم نحن و سخر المعلم لطلابه بينما يتذمر الوالد إذا درس ولده دقائق و سخر الأطباء لدراسة الطب الطويلة ثم السهر على راحة المرضى بل و قد سخر الوزراء لخدمة الناس فبعض الوزراء لا يهنأ براحة فالمقصود أن حصر مفهوم التسخير لمن هو دوننا مفهوم قاصر بل كل مسخر لمجموعة من البشر لهم مصلحة عنده و إن كان بمقابل إما مادي او معنوي إلا أن ذلك آية من آيات الله.
إلى اللقاء.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
|