الحجاج لم يسلموا من ضربة السيول وهبوط منسوب بحيرة المسك إلى 9 أمتار
لقد جاءوا لحج بيت الله الحرام وزيارة النبي صلى الله علية وسلم ،لكنهم ينتظرون عودتهم بفارغ الصبر في توابيت لكي يتم دفنهم في بلادهم ،ولاكن بلا جدوى فبعد أن وافتهم المنية في السيول ،لم يتقدم احد للاعتراف بهم أو يدلى ببلاغ عن مفقودين ،حيث رجح العميد محمد عبد الله القرني مدير المركز الإعلامي للدفاع المدني في أزمة سيول جدة، أن تكون الجثث المجهولة في ثلاجة الطب الشرعي ولم يتم التعرف على ذويها لحجاج قدموا للبلاد لأداء النسك ودهمهم السيل وقت توجههم للمشاعر. ومعلوم أن 28 جثة مازالت في ثلاجة مستشفى الملك عبد العزيز ولم يتقدم أحد لتسلمها, حيث تعرضت 24 منها للتشوه التام مما عقد التعرف على أصحابها بالطرق التقليدية, وبقيت أربع جثث سليمة وبالإمكان التعرف عليها بسهولة من قبل ذوي المفقودين غير أن الجهات المختصة أكدت عدم تقدم أحد لتسلمها.
وقال العميد محمد القرني»الجثث المجهولة قد تكون لحجاج أو لوافدين كانوا يقيمون بطريقة غير نظامية في البلاد وقد تكون أيضا لأشخاص لا يوجد لهم أقارب في جدة».
وبين أن تحليل الحمض النووي الذي تجريه شرطة جدة، هو الذي سيحدد هوية تلك الجثث بعد مطابقتها مع تحاليل لمن يبحث عن مفقودين.
ودعا القرني كل من فقد أحد أقاربه في كارثة السيول التي ضربت المحافظة أخيرا إلى مراجعة الأدلة الجنائية في الشرطة لإجراء تحاليل الحمض النووي لهم وتسليمهم جثث موتاهم على ضوء النتائجمشيراً إلى أن المراجعين لإجراء التحاليل ما زال محدودا لأسباب لم يتم التعرف عليها فمنذ السبت الماضي لم يتقدم لإجراء التحليل من أهالي المفقودين سوى شخصين.
ومن ناحية أخرى طمأنت أمانة جدة المواطنين بأن منسوب مياه بحيرة الصرف الصحي، قد انخفض منسوبها إلى تسعة أمتار، بعدما كان 15 مترا، ما أدى إلى تخوف قاطني الأحياء الشرقية القريبة من البحيرة، تحسبا لانهيار السد وتدفق المياه نحوهم واستنفار الدفاع المدني وتحديد سبعة أحياء يكمن الخطر فيها من تدفق مياه البحيرة. أكد ذلك لـ «الاقتصادية» أحمد الغامدي، مدير المركز الإعلامي في أمانة جدة، مشيرا إلى أنه تم تفعيل ثلاث خطط إستراتجية بعد حدوث كارثة سيول جدة، وذلك تفاديا لانهيار سد البحيرة وتدفق المياه إلى الأحياء الشرقية، حيث إن الخطط تمثلت في منع صهاريج الصرف الصحي من الصب في البحيرة بشكل نهائي, وتحويل عشرة آلاف متر مكعب من مياه البحيرة إلى محطات التقنية ومعالجتها، وتحويلها إلى الغابة الشرقية بشكل يومي, إضافة إلى تحويل جزء من المياه إلى ثماني بحيرات خاصة للتبخير مما أدى إلى خفض منسوبها خلال أسبوع.