قبل ما يقارب العشرين سنة ، و في جنوب المملكة العربية السعودية ، قرية من قرى جنوب المملكة بدائية لا تعرف تقدمـًا ، يعيش فيها مجموعة من الناس ، قد فشى في تلك القرية الجهل و فيهم من العادات ما يخالف ديننا.
و يخرج من بين تلك القرية ذلك الشاب مسعود ، الذي خرج من قريته ليلتحق بإحدى الوظائف العسكرية و قضى في العسكرية أياما و ليالي ، وهناك التقى ببعض الدعاة الذين جاؤوا للتوجيه ، استمع منهم إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم واستمع منهم قبل ذلك لآيات القرآن تتلي ، تعلم منهم تصحيح أخطاء كانت في قريته تربى عليها ،
ومع نهاية إجازته ومع نهاية دوامه الأول في تلك العسكرية ، عاد الشاب في أول إجازة لقريته ، عاد و هو يحمل هدية لأمه و أبيه ...
إنها عبارة عن جهاز مسجل ، في وقت لم يكن أحد في هذه القرية يعرف جهاز التسجيل ، أحضر جهاز المسجل ومعه عدد من الأشرطة النافعة ، وقدَّم الجهاز لأمه ، وأخبرها كيف يعمل هذا الجهاز ... ضعي الشريط هنا .. اضغطي هذا الزر ... سيتكلم ، سيتحدث ذلك الشريط بما فيه !
أخذت الأم الجهاز ، وضعت في الشريط في المسجل ، فإذا بالشيخ يتلو على مسامعها آيات الله ،و إذا به ينثر على مسامعها أحاديث نبيه صلى الله عليه و سلم ، وإذا بالموضوع عن الحجاب ، وعن حرمة السفور وعن عادات الجاهلية التي وقع فيها كثير من المسلمين ،
أصغت تلك المرأة لحديث الشيخ وكأنه يتحدث عن تلك القرية في عاداتها و تبرجها وإختلاطها بالرجال جهلا منهم بدين رب العالمين ، لما سمعت المرأة تلك الكلام ... ذهبت متأثرة ، ذهبت إلى قطع من القماش كانت معها خاطتها و صنعت منها حجابا ارتدته ، ثم دخلت على زوجها .......
نظر زوجها إلى هذا اللبس الذي تلبسه امرأته ، سألها !! ،
قالت : أما سمعت الشيخ ماذا يقول ؟!
استمع الرجل إلى حديث الشيخ ، اقتنع بما عليه امرأته .
وخرجت المرأة لتقابل نساء القرية اللاتي تدجرن من منظرها ،
امتنعت عن مصافحة الرجال ، غطت سائر جسدها غضب نساء القرية منها ، و غضب رجال القرية عليها وقالوا لزوجها : "أنت تتهمنا أننا اصحاب نوايا سيئة ، كيف ننظر إليها بالحرام ؟!
و نحن تربينا سويا ، أنتم تخالفون عاداتنا ، تخالفون تقاليدنا "
غضب النساء على المرأة ، وغضب الرجال على الرجل ، وأصبحا الرجل وامرأته أم مسعود منضودين في تلك القرية أصبح أهل القرية لا يكلموهم ، حتى في المناسبات لا يدعوهم ، ضاقت الأرض بما رحبت على الرجل و زوجته ، فتقدم الرجل في ليلة لزوجته
وقال لها :لقد عزمت على الرحيل من هذه القرية
قالت : لماذا ؟
قال : ألا ترين أهلنا كيف يعاملونا !
قالت : أنرحل ، و نترك اهلنا في جهلهم لا ندعوهم إلى الله
قال : كيف ندعوهم ؟ ألا تنظرين إليهم ، إذا جلسنا في مجلس ولوا علينا هاربين ، لقد قاطعونا كلهم
قالت تلك الدرة ، تلك المرأة الكبيرة في السن : كلا ... مازال في القرية أناس لم يقاطعونا
قال : من ؟
قالت : الأطفال لم يقاطعونا بعد .
و ذهب لإبنها ، و طلبت منه في أقرب إجازة ، إذا حضر أن يحضر معه جهاز تسجيل آخر ، وأشرطة أخرى عاد الإبن في أقرب إجازة ، ودفع بتلك الأشرطة إلى أمه ، فقامت تلك العجوز إلى دقيق كان معها، فعجنت تلك الدقيق وصنعت منه أقراصا من الخبز ثم أخذت خبزها في زمن كثر فيه الجياع وقل فيه الطعام ، خرجت إلى ساحة القرية و نادت الأطفال ليأكلوا من هذا الطعام ، ذاك من منزله .. و ثانٍ من مكان لعبه .. و ثالث سمع بالخبر فجاء، وبدأ الأطفال يأكلون من ذلك الطعام،
ثم بعد ذلك نظرت إلى أحدهم وقالت : تعال يا فلان ... فجاء إليها ،
قالت : "اسمع ، خذ هذا الجهاز و اذهب به إلى بيتكم ، وهو يعمل هكذا ..
تضع هذا الشريط فيه ن ثم تضغط هذا الزر ! اذهب به إلى بيتكم و غدا أحضره لي "
ذهب الصغير و هو فرح بهذا الجهاز الجديد ، ذهب به إلى بيته ، أجتمع أهل البيت حول هذا الجهاز
وضع الشريط ... ضغط الزر ... تحدث الشيخ ... رتل الآيات ... كرر الأحاديث ... نصح الناس !
وفي صبيحة اليوم الثاني عاد الصغير بالجهاز ، و من خلفه أمه متحجبة من رأسها لأخمص أقدامها .
وهكذا كانت تلك المرأة تدفع بالجهاز إلى طفل طفل ، حتى عاد نساء القرية إلى ربهم تبارك و تعالى ،
و عاد شرع الله إلى تلك القرية .....إنها الدرة الداعية أيتها الأخوات
نعم إنها درة ، سمعت قول الله تعالى {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين} فأبت أن يكون أحدٌ في الدنيا خيرًا منها ، أو يكون أحسن قولا منها ، فانبرت تدعو إلى الله رب العالمين
أيتها الأخوات الفضليات إنها الدعوة لله رب العالمين ، و المجتمع اليوم يغرق في بحر الرذيلة و الفواحش و أنتِ المنقذة أيتها الداعية له بإذن الله تعالى .
إن نساء المسلمين اليوم متعرضات لحملة شرسة لتفسد دينهن و أخلاقهن و عفافهن ، أفسدن على المرأة أبناءها وعلى الزوج زوجته ، والجميع يرتقب تلك الداعية الموفقة التي تدعو لله رب العالمين ، هنيئا لكِ يا من وفقتِ إلى الدعوة إلى الله .
أيتها الأخوات المباركات : على ما لا ندعو إلى الله !!!
كم من الخادمات و الخادمين في بيوتنا ، كم من أخواتك ، من زميلاتك في المدرسة ، من مَن قد تكون الآن تجلس بجوارك ، قد سوَّل لها الشيطان و أمسك بنفسها فضعفت ، وآتت ربما بمنكر من فعل أو قول ، لماذا لا تأخذي بيدها ؟ إنها تنتظر اليد الحنونة التي تأخذ بيدها إلى بر الأمان .
أنتِ نبعُ الدُّرِ و اليَاقُوتِ في ،؛، لُجَّةِ الدُنْيَا وَ إنْ لمْ يَعْرِفُوكِ
مَحفِلُ الأجْيَالِ مُشتَاقٌ إلى قولك ،؛، و إنْ لمْ يَعرفُوكِ
فالله الله ... الله الله أيتها الأخت المباركة أن يُأتى الإسلام منكِ بذل و دعوة