أعيش الربيع !!!!!!!!!!!!!!
الليلة أشعلت الشموع !!
كانت الأجواء في الخارج غائمة .. والصقيع يغزو المخابئ والأزقة .. ورياح خفيفة تصدر حفيفاً تتساقط معها أوراق يابسة فتستقر في أسقف المركبات المركونة على قارعة الطريق .
والأضواء الزرقاء تبرز تلك الغيوم الجاثمة على مدينتي .. صنعاء... التي احتفل في ضواحيها الليلة بخريفي العشرين ..
أطفأت الأنوار ... وأبقيت أضواء خافتة .. وتسمرت أمام النافذة .. و أنا لا ادري ماذا تخبئ لي الأقدار في العام الجديد !
هربت من أيامي .. من بدايات أعوامي المتعثرة .. حاولت أن أغيب خارج حدود الشمس وبعيدا عن سطوة القدر ولكن !
في كل رحلة اهرب فيها .. واستلقي على مقعد الرحلة .. أفاجأ به يشاطرني المقعد المجاور .. أو ألحظه احد المستقبلين في المحطة القادمة ..
هربت زمناً من زمني ... فوجدتني اهرب إليه !
اليوم ... استلقيت من كل شي .. من أعوامي التسعة عشر التي شهدت تداعيات جمعت بين الحزن والفرح والمرارة والسعادة
والألم والابتسامة ..
وتسمرت أمام النافذة ..
اشهد غروب آخر شمس من عام مضى .. وارقب بخوف العام الجديد ..
وجدته يلملم أوراقه .. وبقاياه.. ويفر هارباً ليس من الأبواب .. بل من الشرفة !
وكأنه لصاً استمر في نهب أشيائي .. والعبث بها ... حولاً كاملاً
ابتسمت !
وأنا اتامل الحلكة التي حجبت عني الرؤية .. اتسائل عن ملامح هذا الضيف الجديد .. وهل سيأتي محملاً بالهدايا والأماني ...!!
أم انه يحمل في كيسه أقدارا اشد مرارة من قرينه الذي ولى .. غير مأسوفا عليه
الليلة أشعلت الشموع !
لكني لم أطفأها بعد !!
فاعذريني يا لحظات عيدي.. ان غادرت المكان .. تاركاً ورائي صخب الحاضرين
وهداياهم !
فالعيد عندي ...... أن أعيش الربيع .. ولو عاماً ... لم تشعل شموعه بعد J
لكم العمر المديد ..
مع كل ومضة هدب
مع كل رمشه عين
:msa (21):
|