بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( سلسلة تـفـسـيـر وتـحـفـيـظ الـقـرآن الـكـريـم )
[ آيـــات الــيــوم(259) ]
السبت– (08/محرم/1433هـ) – (03/12/2011م)
سورة الأعراف من الآية: (23) إلى (25)
اللَّهُمَّ اْرْحَمْنيِ بالقُرْءَانِ وَاْجْعَلهُ لي إِمَاماً وَ نُوراً وَهُدى وَرَحْمَه
(قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25)
معنى الآيات
ما زال السياق في الحديث عن آدم عليه السلام، أنه لما ذاق آدم وحواء الشجرة وبدت لهما سؤاتهما عاتبهما ربهما على ذلك قالا معلنين عن توبتهما: {ربنا ظلمنا أنفسنا} أي بذوق الشجرة {وإن لم تغفر لنا} أي خطيئتنا هذه {لنكونن من الخاسرين} أي الهالكين، وتابا فتاب الله تعالى عليهما وقال لهم اهبطوا إلى الأرض إذ لم تعد الجنة في السماء داراً لهما بعد ارتكاب المعصية، إن إبليس عصا بامتناعه عن السجود لآدم، وآدم وحواء بأكلهما تمن الشجرة وقوله {بعضكم لبعض عدو} أي اهبطوا إلى الأرض حال كون بعضكم لبعض عدواً، إبليس وذريته عدو لآدم وبنيه، وآدم وبنوه عدو لإِبليس وذريته، {ولكم في الأرض مستقر} أي مقام استقرار، {ومتاع إلى حين} أي تمتع بالحياة إلى حين انقضاء الآجال وقوله تعالى {فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون} يريد من الأرض التي أُهبطهم إليها وهي هذه الأرض التي يعيش عليها بنو آدم، والمراد من الخروج الخروج من القبور إلى البعث والنشور.
هداية الآيات
1- قول آم وحواء: { ربنا ظلمنا أنفسنا.. } الآية هو الكلمة التي ألقاها تعالى إلى آدم فتلقاها عنه فتاب عليه بها.
2- شرط التوبة الاعتراف بالذنب وذلك بالاستغفار أي طلب المغفرة.
3- شؤم الخطيئة كان سبب طرد إبليس من الرحمة، وإخراج آدم من الجنة.
4- لا تَتِمُّ حياةٌ للإِنسان على غير الأرض، ولا يدفن بعد موته في غيرها لدلالة آية { فيها تَحْيَوْن وفيها تموتون ومنها تُخْرجون }.
والحمدلله رب العالمين
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه