كنت أطلب من أحد اﻷخوة ترك بيع المجﻻت الفاسدة في بقالته فقال لي: إن الأنترنت به أشد مما في هذه المجلات و هو متوفر للناس بسهولة فقلت له: لو كانت أفلام الخلاعة تباع علنا في الشارع لم يجز لك أن تبيع هذه المجلات الفاسدة لأن إنتشار الفساد لا يحل الفساد اﻷدنى منه و لا تنظر إلى من هلك كيف هلك و لكن انظر إلى من نجا كيف نجا و السلامة لا يعدلها شيء
إلى اللقاء
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
دار بيننا حديث حول اﻹخلاص في اﻷعمال و أن بعض الناس قد يقترف بعض المعاصي الشائعة مثل حلق اللحية و إسبال الثوب و يكون قلبه سليما و قد يقوم بها غيره و يكون مرائيا فكان مما قلت- و أرجو أنني موفق للصواب- و حديثي عن آحاد اﻷعمال و ليس عن اﻹنسان كله : أن فعل المعصية ليس له إلا احتمال واحد و هو أنها معصية فالذي يحلق لحيته لا نستطيع أن نطلق عليه إلا أنه عاصي في هذا العمل فقط أما الذي يقوم بالطاعة مثل إعفاء اللحية أو تقصير الثوب فله إحتمالان : إما أن يكون مخلصاً النية لله لا يرجو مدح الناس أو أي أمر من أمور الدنيا فهذا طائع في هذا العمل فقط و نرجو له الثواب و إما أن يكون عمل هذا العمل لمدح الناس أو أي أمر من أمور الدنيا فهذا يخشى عليه بل قد يكون - و العلم عند الله- حاله اسوأ من الذي يقترف المعصية ﻷنه دخل باباً من أبواب الشرك و هو الرياء.
كنت أتحدث عن آحاد العمل و إلا قد يوجد إنسان حليق الذقن قدره عند الله أعظم من الملتحي ليس بسبب اللحية و لكن بسبب أعمالا صالحة أخرى أهلته ﻷن يكون في مقام أعلىمن صاحب اللحية لكن ينبغي أن لا يستهين المرء بأي معصية مهما رأى أنها صغيرة فقد تكون مهلكته.
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
التعديل الأخير تم بواسطة همام ; 02-03-2013 الساعة 08:47 AM.