إذا أصاب الإنسان مصيبة يود لو أن الكون أجمع يشاركه حزنه بما فيها الجبال و الأشجار و هذه الفارعة بنت طريف الشيبانية أخت الوليد بن طريف الشيباني ترثي أخيها بعد مقتله على يد قائد الرشيد يزيد بن مزيد الشيباني و قد كان الوليد خارجيا، و يبدو أن قتله كان في فصل الخريف حيث تسقط أوراق الأشجار إلا شجر الخابور و هو موجود في شمال العراق في منطقة الأكراد حيث لا تسقط أوراقه فاستنكرت الفارعة ذلك و اعتبرته دلالة على عدم الحزن على أخيها مثل الأشجار الأخرى
بتلِّ بتاتى رسم قبرٍ كــــــــــأنّه =على علمٍ فوق الجبال منيفِ
تضمَّن جوداً حاتمياً ونـــــــــــائلاً= وسَورة مقدامٍ وقلبَ حصيفِ
فإن يك أرداه يزيدُ بن مـــــــــــَزْيَدٍ = فيا ربّ خيلٍ فضَّها وصفوفِ
ألا يا لَقومي للنوائبِ والردى = ودهرٍ ملحٍّ بالكرامِ عنيفِ
وللبدر من بين الكواكب قد هوى = وللشمس همّت بعده بكسوفِ
ولليثِ كلِّ الليثِ إذْ يحملونه = إلى حفرةٍ ملحودةٍ وسقيفِ
أيا شجر الخابور مالكَ مــــــورقاً = كأنّك لم تجزع على ابن طريف
فتىً لا يعدُّ الزاد إلا من الـــتقى = ولا المال إلا من قناً وسيوفِ
فلا تحزنا يا ابني طريفٍ فإنـــني = أرى الموت نزّالاً بكلّ شريفِ
فقدنــــاك فقدان الربيع وليتنا = فديناك من دهمائنا بألوفِ
إلى اللقاء