قيود الكمال
ليس هناك من أحد إلا و يريد الكمال لنفسه و لمن يحب، إلا أن الكمال عزيز. يقع البعض في حيلة نفسية فيصبح مقيدا بقيود الكمال فلا يريد أن يقدم على مشروع إجتماعي أو دعوي أو تعليمي أو تجاري إلا و قد وصل إلى الكمال في خططه و متطلباته، فتجده يمضي السنوات في إنتظار الكمال الذي قد لا يأتي. هناك فرق بين دراسة جدوى أي موضوع و الإستعداد لمتطلباته و العمل على تطويرها و إصلاح الناقص منها و بين من يريد أن يعيش في الأحلام التي لا تتحقق. كم من إنسان أخر الزواج لأنه يبحث عن زوجة جميلة غنية ذات حسب و مال و مؤدبة و تهتم ببيتها قليلة الكلام و صفات لا تنتهي و هو قد لا يعلم- و قد يعلم لكنه يعيش في الأحلام- أن هذه الصفات ليست إلا في الحور العين.
كثير من المشاريع الناجحة لم تكن كاملة في بداياتها و لكنها مع المراجعة و المتابعة وصلت إلى شبه الكمال و كما قال الأصوليون: (العبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات) و إذا استطعت معرفة العيوب و النقص أمكن تداركها، و كما قال الشاعر:
و من ذا الذي ترجى سجاياه كلها## كفى المرء نبلا أن تعد معايبه.
إلى اللقاء
__________________
″والله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما″
أصفق لك بحرآره اخي العزيزعلى موضوعك الرائع
والمميز ولاعجب في ذلك مميز في أختيآرك دائما..
كلماتي تعجز عن وصف مدى ورووعة موضووعك..
أسأل الله لك التوفيق والسعادة
مع خالص احترامي وتقديري..