12-10-2009, 01:24 PM
|
#3
|
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الشرقيه
المشاركات: 44,381
معدل تقييم المستوى: 100
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزاك الله خيرًا أخي على الموضوع
وجعلها في موازين حسناتك
اسمح لي اخي العزيز بهذه المقتطفات عن هذا الصحابي الجليل
أمّا عن سيرة عمر , فقد ضربَ الأمثال عن العدل والخشيةِ والزهد ..
ففي الزهد ضربَ المثال الأروع , حتى أنه كانَ منذُ تولّى الخلافة إلى أن توفي , وعليه ملحفة واحدة , يرقعها كلما تمزقت ..
أتى سفير فارس , أرسله أنوشروان إلى المدينة ؛ ليفاوض عمر - رضي الله عنه - فدخل المدينة ومعه وفد على مستوى عالٍ , يريدُ أن يخاطبَ عمر بن الخطاب , الذي دوّى صيتهُ في العالم , فسأل .. أين قصر عمر ؟
قالوا : لا قصرَ له , قال : أينَ هو ؟ قالوا هذا بيته , وإذا هو بيتٌ من طين , فذهب إلى البيت , فضربَ على الباب , فقال له أهله : عمرٌ ليس هنا , التمسهُ في المسجد , فإنه ينامُ الضحى في المسجد , فذهب إلى المسجد , والوفدُ معه !
و أطفالُ وجواري المدينه يلاحقون وفدَ فارس ؛ لأن عليهم الديباجَ والحرير !
منظرٌ بهيجٌ ما رأوهُ في الحياة !
فما وجدوهُ في المسجد , ودلّ الصحابةُ على مكانه , فوجدوهُ نائمًا تحتَ شجرةٍ , وعصاه بجانبه !
فوقفَ سفيرُ فارس ! .. وأخذَ يرتعد ويقول : هذا الخليفة !
قالوا : هذا الخليفة ! .. قال : حكمتَ , فعدلتَ , فأمنتَ , فنمتَ ..
يقولُ حافظ إبراهيم في ذلك :
وراع كسرى إذ رأى عمرًا .. بين الرعية عطْلاً وهو راعيها
فوقَ الثرى تحتَ ظلِ الدوحِ مشتملاًَ .. ببردة كان طولُ العهد يبليها
إلى أن يقول :
فقال قوله حقٍّ أصبحت مثلاً .. و أصبح الجيلُ بعدَ الجيلِ يرويها
أمنتَ لمّا أقمتَ العدلَ بينهمُ .. فنمت نومَ قريرِ العينِ هانيها
نعم .
فإن هذه أمةٌ يقولُ خليفتها وهو يبكي : نحنُ امةٌ أعزنا الله بالإسلام , فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله !
أمةٌ : يقفُ خليفتها , وذهبُ الدنيا وفضتها تحتَ يديه , فيأكلُ فتاتَ الخبزِ بالشعير , ويأوي إلى الكوخ , ويتلفع ببرةٍ ممزقة , ولكنّ كسرى و قيصر يهتزانِ من مخافته !
نسأل الله العظيم .. أن يعيد لهذه الأمة مجدها ..
|
|
|