علامات استفهام كبيرة ستدور في أذهان المستثمرين والمضاربين في أسواق العملات إذا ما قاموا بإجراء مقارنة بين ما يحدث الآن وما كان معهوداً منذ نشأة الأزمة المالية حول شهية المخاطرة والملاذ الآمن؛ حيث جرت العادة أنه كلما ارتفعت شهية المخاطرة وذهب الخوف يتجه التجار لعملات العائد المرتفع وعملات السلع كالدولار الكندي أو التوجه للأسهم، وعندما تشتد الأزمة من جديد نجد السيولة تنتقل من هذه الأصول إلى الدولار الأمريكي والين، إضافة إلى الذهب. والغريب هذه الأيام أننا لا نرى توجها للسيولة إلى الأصول المنخفضة المخاطر من جهة، كما لا نرى تواجدا لها في الأصول المرتفعة المخاطر مثل الأسهم على سبيل المثال، وكأن الأسواق تم اعتقال سيولتها. والمدهش أن مقولة الملاذ الآمن لا تتداول بين المراقبين كثيرا؛ ما يدل من وجهة نظر خاصة أن الأسواق جميعها مقبلة على حركة سعرية حادة ومباغتة بمجرد ظهور أية بيانات اقتصادية تفوق التوقعات، ويرجح أن تكون نحو والأعلى لسبب بسيط هو رغبة صناع القرار الاقتصادي الأمريكي في دولار ضعيف يأتي لها بتضخم قوي يخفف من وطأة مديونيتها في المستقبل البعيد.
للتفاصيل أضغط هنا ...