من أجل أمي
وضعت دواتي وورقي وقلمي
وضعت بجانبي قنديلي الأصفر
ارتشفت قهوتي السوداء ...
سرحت إلى أفقي البعيد...
وانتهجت في كتابة شعري
هدوء هارون الرشيد
... ... ... ... ...
بدأ النور يضيع مني
آهـ ... لقد انطفأ لهيب شمعتي
واحترق الفتيل؟؟؟
وبدأ السكون
يملأ غرفتي دون أدنى تجديد
سوى رحلة السابح السارح
السائل دوماً لنفسه
كيف أبدأ ... وكيف أُفكر
كيف أكتب ... وكيف أُعبر
... ... ... ... ...
فحروفي ذابت في المعاني
وغدت بعد صغرها في
هذا الشيء تنمو وتكبر
وترتسم في ذاتها شخصية شيء
من أمــــــــــي
وسمائُها في البحث عن ذاتها
عن غيثها الممطر
شوقاً ... وحباً
طرباً ... وعشقاً
حملته طيور الفجر
تشدو بالأغاني
تُسبح بحمد خالقها
... ... ... ... ...
تنادي صغارها... في الأفق البعيد ...
يملأ جوفها
خوف قض مضجعها ...!!!
تعود وتحنو برقة الأم
يتناغم الأمان بالحنان
بالحب لذلك الطفل الوليد
ذلـــــــكم كله ...حنان أمي
... ... ... ... ...
شربت منه حتى الثمُالة
عانقت فيه أمان الخوف
وتألمت إن أنا افتقدته
لو لمجرد لحظة ...!!!
لو لمجرد تلك اللحظة ...!!!
آهـ ... ومن جديد ولماذا
يا شمعتي في هذا الوقت بالتحديد
إنطفئتي ...؟؟؟
فأنا لم أنتهي
لم أرتوي
لم ولن أكتفي من وصف أمي
ولكنها الخيانة ...!!!
... ... ... ... ...
أمي تقبلي اعتذاري وأسفي
لقد إنطفأت شمعتي بإحتراق ذلك الفتيل
وقنديلي الأصفر قد ملئه الصدأ ...
وكبريتي نفذ مني ...
وحتى سيجاري بدخانه رحل عني
والقهوة السوداء لم تنتهي
ولهيب شوقي للكتابة عنك لم ينطفي
فتقبلي من فؤادي هذا الشوق
إن كلاماتي استطاعت
بالحب تعُبر عنك ...!!!
أمـــــــــي إني أُحبك
برغبتي ورغمُـــــاً عني ...!!!
وحتى عن أضواء ليلتي التي هربت مني ...!!!
وما أحلاهـ من حب ...
فكل الحبُ بداخلي ...
هو حـــبُ أُمــــــي ,,,