الإهداءات


العودة   منتديات آل حبه > منتـــــديات آل حبه العامــــة > المنتدى العام

المنتدى العام طرح كافة المواضيع العامة والتي لا تندرج تحت اي قسم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-2009, 04:02 PM   #1
 
الصورة الرمزية غريب الاوطان
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 1,426
معدل تقييم المستوى: 32
غريب الاوطان will become famous soon enoughغريب الاوطان will become famous soon enough
افتراضي الدويش يسرف في إنتقامة من السديس ( إمام الحرم).

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :

فما أجمل الثبات على المبدأ , وما أقبح أن يتقلب الرجل مع الهوى , ويكون كالغصن في اليوم العاصف , يميل حيث تميل الريح , والمعصوم من عصمه الله , والثبات على المبدأ الحق منحة من الله ليس كل أحد يُهدى إليه .

ليس للثبات على المبادىء مُتَعَلَّق بجسم الإنسان وهيئته , ولا ببلاغته وفصاحته , ولا بجاهه ومكانته , فقد تجد رجلاً نحيلاً , تعجب من دقة ساقيه , وقصر قامته , وتلعثم لسانه , ولكنه عند الله بمكان لايخطر لأحد على بال , وقد يُعزُّ الله به الدين , وينصر به الملة , ويكون أثبت في مواقفه , وأجرأ في قول مايعتقده من الحق , من الجبال الرواسي , ومن ملء الأرض من الخشب المسندة , الذين تعجبك أجسادهم , وإن يقولوا تسمع لقولهم , في حين قد ترى من نافس في خلقته البغال , وفي تقعُّر منطقه الكهان , وهو في المكانة مكين , لكنه معول هدم في الأمة , وإن زعم أنه من المصلحين , ونبتة سوء وإن ظن أنه شجرة مثمرة .

لاعجب إن رأيت من يتباكى على قضايا الأمة , أو ينبَحُّ صوته في دعوى الدفاع عنها , وهو كذاب أشر , كالتمساح الذي يخدع فريسته بكاذب الدمع , وما أشبه حديثه بمواعظ الثعالب , وهذا مما يكشفه الواقع , ولايمكن أن يخفيه السجع وغريب اللفظ , أو تزوير الحقائق , بتنميق العبارات .

المثاليات , وما أدراك مالمثاليات ! , إنها بحقٍّ مظلومة مجنيٌّ عليها , والظلم الواقع عليها عظيم , لأنه جاء ممن يُظنُّ فيه غير ذلك :

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة **** على النفس من وقع الحسام المهند

قد يتشدق بعضهم بدعوى البعد عن التصنيف , ثم تراه يقسم المجتمع إلى قسمين , قسم غوغائي فتَّان ذي مسلك خبيث , ومنهج خطير , وماذاك إلا لأنه تعرض له بالنقد , وعرض قوله على ميزان الاعتدال , فبان من خلاله خلله , وظهر بسببه نتنه , وقسم منصف , صادع بالحق , محب للعدل , غيور على الأمة , لأنه أثنى عليه وامتدحه , أو نافقه وجامله , فهو في ميزان التصنيف أخس ممن انبرى لنقده , وهكذا هو في التنظير إمام فاهم , وعند التطبيق ظالم غاشم .

وقد تسمع من ينهى عن تلقف الإشاعات , أو الحكم على الناس لأجلها , أو الأمور من خلالها , وهذه مثالية , لكنه لايرى بأساً في تكذيب الثقات الأثبات , ولايتورع أن يصف الفسقة بالأمناء , ولا مانع لديه لأجل المصلحة الخاصة , أن يبالغ في الثناء الممجوج , ويكيل التهم للمخالفين , ويصفهم بأبشع الأوصاف .

وقد تجد من يدعو للمجاهدين , ويتباكى على أحوال المسلمين , ويُظهر التحسُّر على نكباتهم ومصائبهم , ولكنه لايجد غضاضة من مناشدة الهيئات الدولية , وصنَّاع القرار كما يسميها , التي هي سبب كل تلك النكبات , أو لا يرى حرجاً في وصف المنظمات الكفرية بالشرعية الدولية , وأعداء الملة بالحكماء , بل ربما اصطف يدعو لهم أدبار الصلوات بالنصر والتمكين , والعز والتأييد عياذا بالله .

قد تلقاه فاغراً فاه يحذِّر من الإقصائية , ويُشنع على الإقصائيين , لكنه حين تخالفه الرأي , أو تقول بغير قوله , حتى وإن كان قوله مجانباً للصواب على أحسن الاحتمالات , هذا إن سلم من الكذب والمخادعة والنفاق , أقصاك إقصاءً لاحدَّ له , وجعلك من أهل الدسائس والأهواء , والفتنة واللغواء , وتأليب الدهماء , وإثارة العامة والغوغاء .

وربما تحدث عن الأمانة , وشرَّق فيها وغرَّب , ثم تتفاجأ به وقد خانها بكلماته , وانتهك حماها بأفعاله , وكشف سترها بمواقفه المخزية , فلا أمانة الكلمة رعى , ولا أمانة المكان حفظ , ولا أمانة النقل أدَّى , ولا أمانة العلم صان , ولا أمانة الحقوق احترم .

ولربما سمعته يُزَهِّد الناس في الدنيا , ويذكر لهم من صور حقارتها ووضاعتها , ما تلين له الجبال الصم , أو يُسمعهم من آيات الحث على التقلل منها , وأحاديث الحذر من فتنتها , ما يجعلك تظن في نفسك أنك لو أقسمت لماحنثت , من أنه ليس له فيها إلا مايقيم صلبه , ويواري سوأته , ويحمل رجله , وإذا به قد خاض في وحلها حتى بلغ من حاله أنه إذا خاصم لأجلها فجر , وإذا عاهد غدر!! .

قد يُشهِد الله على مافي قلبه , وهو ألدُّ الخصام , وقد يقول قولاً تكسوه الدمعة , وتُجلِّله الرقة , ويُدَثِّره الخشوع , فتظن أنه لايرجو فيه إلا الله والدار الآخرة , فتبتدره لحسن الظن , والرغبة في الخير , وتحاول نشره بين الناس , لثقتك به , واستعظامك أن يقع من مثله الغش لأحد من المسلمين , بَله معظمهم , فيقال لك : ماهذا التناقض المفضوح , والكذب البيِّن , لقد سمعنا منه قبل ذلك , التشنيع على من قال بما جئتنا به من عنده , وذاكرتنا لازالت تحفظ تناقضه ودجله .

قد يحلف أنه لم يرد غير براءة الذمة , فتظن أنه كالمودع على فراش الموت , فتصدِّقه وتثق به , فإذا نظرت في حاله , هالك ماترى , فذمته من حقوق الناس الخاصة لا زالت مشغولة , وسيرته في ذلك قبيحة مرذولة , ومن كانت هذه حاله , فكيف يظن فيه براءة الذمة في الحقوق العامة , أو الحقوق الشرعية !! .

قد يسلب لُبَّك بحسن تحليله للأمور , وتشخيصه للواقع , وتقريره أن مايراد من وراء بعص الصراعات المفتعلة في رأيه , إنما هو لإشغال المسلمين عن قضاياهم الكبرى , فإذا ما أتيحت له فرصة للحديث والتصدُّر , فلا تراه إلا وقد اختزل قضايا الأمة في قضيته , وكأنه هو الأمة وحده , فصار يبدي في ذلك ويعيد , ويرغي ويزبد .

لربما سمعته يطالب بإنصاف الخصم , والبعد عن التهويل , ولكنه يضع تلك المثالية تحت قدميه , ويرجع إلى نقيض ماطالب به , بل ربما تقوَّل زوراً على خصمه , أو حاول زيادة على التزوير والتهويل التأليب والاستعداء , وتلك عورات لايواريها النحيب والتَّخشُّع , ولا التَّصنُّع المكشوف .

قد يأمرك بالصبر , ويُذكِّرك بما أعدَّه الله للصابرين , لكنه ينقلب إلى نائحة ثكلى , ومستأجرة مرة أخرى , عند أدنى هيعة , أو مع أول سهم طائش .

ليس هذا فحسب , بل قد تظن من هول شكواه وأنينه , أنه قد وتر أهله وماله , وعُزِّي في أمناء أمته وأهل الفضل فيهم .

كما لايفوته أن يوصيك بالصدق , وإحسان الظن , فتتفاجأ به يكذب الكذبة ويُصدِّقها , ويبني عليها ناطحات من سحاب التهويل , وشواهق الأباطيل , فلايترك ظنَّا قبيحا بمخالفه إلا ألحقه به , وزاد عليه فوق ذلك عشرة أضعافه , تصدُّقا منه وفضلاً .

وقد يشتدُّ حماسة , ويكاد يسقط مغشيَّاً عليه من فرط الانفعال , وهو يقرر قضية حسن الولاء , وصدق الطاعة , وربما جاوز في ذلك المشروع من الأفعال والأقوال , لكنه .....

وهنا أقف , لأن هذه وغيرها من المثاليات , تحتاج منا إلى مزيد إيضاح وتجلية , والله الموفق .

وكتبه
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيز الدويش
أبو مالك
غريب الاوطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 01-11-2009, 08:17 PM   #2
مشرف منتدي قبيلة العوامر وشعارها
 
الصورة الرمزية ضيف الله العامري
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 318
معدل تقييم المستوى: 19
ضيف الله العامري will become famous soon enough
افتراضي

العنوان مخالف للموضوع فلم اجد للعنوان مايثبت صحته
ضيف الله العامري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 01-11-2009, 08:51 PM   #3
منتدى الصوتيات والمرئيات الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 2,786
معدل تقييم المستوى: 42
ابو حذيفه will become famous soon enough
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تاكد يا اخي وفقك الله وسدد خطاك وجزاك الجنة بلا حساب
وشكررا
ابو حذيفه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 01-11-2009, 09:40 PM   #4
 
الصورة الرمزية غريب الاوطان
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 1,426
معدل تقييم المستوى: 32
غريب الاوطان will become famous soon enoughغريب الاوطان will become famous soon enough
افتراضي

هذا رد احد الاعضاء عليه في موضوعه الي نشره باسمه

اقتباس:
احد الردود هناك من ( الهاموور ) يقول :

كلامك الذي سطرته ينطبق عليك جملة وتفصيلا ، وكل حرف كتبته فأنت ورب الكعبة أولى به من غيرك.

والشيخ عبدالرحمن السديس الذي كتبت فيه هذه المقالة والله لم يقل فيك ولا في أمثالك إلا حقاً ، فأنتم معول الهدم بالتنصيف وإشاعة الفتن في بلادنا.

أنت وأمثالك ممن يدعون الغيرة على الأمة والأعراض ، ماذا قدمت للدولة السعودية ، ماذا قدمت للأمة الإسلامية؟غير التصنيف هذا للبرالي ، هذا علماني ، وغير البصق والتهريج؟

وكأن الدولة السعودية لاتواجه مشكلة عظمى غير هذه المشكلة

فأشغلت المنتديات والسذج من القراء بما تكتب!



وكان رده على خطبة الجمعه الي قالها الشيخ السديس


خطبه الجمعه من المسجد الحرام
11-11-1430 هـ
القاهافضيله الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس
عنوانها تصنيف الناس وآثاره السيئة على الأمة
الخطبة الأولى :
الحمد لله لم يزل على الدوام كريماً لطيفا .. أحمده – تعالى - وأشكره هدانا لدينٍ قيمٍ وسطٍ حنيف ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ألَّف بين قلوب المؤمنين تأليفا .. وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله الموصوف بكونه صادقاً أميناً شريفاً عفيفاً .. حث أمته على التمسك بسنته وحذر من مخالفتها أهواءً وتصنيفاً ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأُلى شرفوا تشريفا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم حشر الخلائق في الأخرى لفيفا وسلّم تسليماً كثيراً .
أما بعد : فاتقوا الله عباد الله ، ولتكن تقوى الله على الدوام حافزاً لكم على الاجتماع والاعتصام ونبذ الفرقة والانقسام امتثالاً لقول ربكم المولى العلّام : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ (102 – 103 سورة آل عمران ) .
وتقْوَى اللهِ للأوَّاهِ زادٌ فنِعْمَ الذُّخْرُ في الْأُخْرَى مَآبَا
فلازِمْ دربَهَا تظْفَر بخيرٍ وحقِّقْ حكْمهَا تُحْرز ثَوَابا




أيها المسلمون : في مزدحم شئون الحياة ومشاغلها وفي دوامة قضايا الأمة ومتغيراتها يتناسى كثيرون بل ويتنكرون لمقصدٍ من أجلِّ مقاصد شريعتنا الغرَّاء .. ذلكم هو مقصد الأخوة الإسلامية والوحدة الدينية ؛ فيحلون محل الاجتماع والائتلاف التفرق والاختلاف معرضين عن قول الحق - تبارك وتعالى - : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ (10 سورة الحجرات) ، وقوله - سبحانه - :إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ(92 سورة الأنبياء) .. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – : " الاعتصام بالجماعة والائتلاف أصلٌ من أصول الدين ، ويبرز ذلك – يارعاكم الله – في فشوِّ ظواهر خطيرة لها آثارها البالغة في توسيع هوة الخلاف في الأمة وتقطيع جسدها الواحد إلى أوصال متنافرة وأشلاءٍ متنافرة وتوزيعها أشتاتاً وعزين .
ومن أخطر هذه الظواهر ضرراً وأشدها ضراوة وأثراً ظاهرةٌ عجيبٌ نفوذها كثيرٌ رعاعها غفيرٌ وقودها .. تلكم هي ظاهرة تصنيف الناس وداء التشكيك بالآخرين وعدم الثقة بهم وما تمثله مع بلج الإصباح من ضمائر سوداء يحملها فئامٌ ضعُفَ إيمانُهم وقل ورعُهم فألقوا جلباب الحياء وشغلوا الأمة عن كبير قضاياها ، وألبسوا الجميع أثواب القدح والجرح ، وتدثروا بشهوة الحكم على الناس ونسج الأحاديث والحكايات والتعلق بخيوط الظنون والأوهام في فوضى فكرية عارمة .. يركبون ثبج التصنيف للآخرين للتشهير والتمثيل والتضليل والصد عن سواء السبيل ؛ فغمسوا ألسنتهم في ركامٍ من الآثام ثم بسطوها بإصدار الأحكام وإلصاق التهم والحطِّ من الأقدار في جرأةٍ عجيبة وفي قاموسٍ لا ينتهي من التصنيفات ينوء بحمل أسفارها جياد الإبل ..
يجري ذلك في جانبي التصنيف الديني واللاديني ؛ فكم نرى ونسمع عبر المجالس والمنتديات وشبكات المعلومات بأن هذا غالٍ متطرف وذاك وهابي وآخر رجعي وصولي ، وفي النيل من علماء الشريعة الذين يقررون منهج السلف الصالح في السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين .. هذا مداهنٌ متزلف وذاك مراءٍ منافق وثالث من علماء السلطان .. وهكذا في سيلٍ جارفٍ من التصنيفات الفكرية والدعوية والسلوكية التي تعدَّت الأفراد إلى المؤسسات والجهات والهيئات .. من أجلها أقيمت سوق الولاء والبراء والود والعداء مما يحتم التوارد على ميثاق شرفٍ أدبيٍّ يحمي أعراض البرآء النبلاء .. وإن نقبوا في البلاد وفتشوا في العباد ولم يجدوا للمرء أي زلَّةٍ تصيَّدُوا العثرات وتتبعوا الهفوات المبنية على شُبَهٍ واهية وألفاظٍ محتَمَلة ، وحين تفلس جهودهم من كل هذا قالوا : متوانٍ محايد .. إلى غير ذلك من ضروب تطاول سعاة الفرقة ودعاة الفتنة ، فإن لم يجدوا لا هذا ولا ذاك أوغلوا في الطعن في النيات والمقاصد ، وإن تورعوا سلكوا طريق الإشارة والهمز واللمز والغمز مما يكون أكثر إيقاعًا وأشد تطاولًا .. وهذا وغيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعة لعلام الغيوب ، والله المتسعان .
معاشر المسلمين ومن ألأم المسالك في هذه النزعة المأفونة نصب مشانق التجريح ووضع رموز الأمة وفضلائها على مشرحة النقد الهدَّام بغية تحطيمهم والإحباط بهم بما يلوث وجه كرامتهم قاعدين لهم مزجر الكلاب النابحة في خواطر ممسوخة وأوجه صفيقة وأحكام جائرة وأخلاق سافلة تسلك بصاحبها مسالك أهل الأهواء على اختلاف مللهم ؛ فإن لهم شهوةً جامحة في الوقيعة في أهل الفضل في الأمة ، وهكذا في سيلٍ متدفقٍ سيالٍ على ألسنةٍ كالسياط الحداد .. دأبها التبصبص وديدنُها التربص.. فالتوثب على الأعراض والتلذذ بالاعتراض مما يوسع جراح الأمة ويغتال الفضل بين أفرادها ويقطع أواصرها تأسيسا على خيوطٍ من الأوهام ومنازلاتٍ بلا برهان ترج إلى فتن لا يعلم عواقبها إلا الله ، وتؤرب الثقة في قوام الأمن من خيار العباد .. فبئس المستنقع وبئست البضاعة ، والله حسبُنا وحسيبهم ، وياويحهم يوم تبلى السرائر يوم القيامة !
إخوة الإيمان ، وحتى ينطوي عن الساحة الشقاق والشرخ وما تجره هذه الظاهرة النشاز من تعبٍ من غير أرب ولما تمثله من خطورة الورم الخبيث في جسد هذه الأمة لما لها من أثرٍ سلبيٍّ على أخوَّتِنا الإسلامية ووحدتِنا الوطنية كان الواجب تطهير المجتمع المسلم من هذه الرواسب وإماطة اللثام عن هذه الفتنة الدفينة لإطفاء جذوتها ؛ لكي لا تعمل عملها في تفريق كلمة الأمة فيتخطفها خصومها ويبقى صوت الحق ضئيلا وحامله ذليلا ، وحتى تكون طوق نجاةٍ لمن أضناه مشوار التصنيف فيلقي عصا التسيار قبل مفارقة هذه الدار وسلوة لمظلوم مضرج برماح المصنفين وسهام الجراحين .. إنها دق لجرس النذارة من هذه المكيدة الغالبة التي تصب في إيذاء المسلمين والنيل منهم مع نبلهم وبراءتهم ، والله - عز وجل - يقول : وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً(58 سورة الأحزاب).. وحرصا على جمع كلمة المسلمين التي أعلنها المصطفى - صلى الله عليه وسلم - عام حجة الوداع بقوله : " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام " أخرجه الشيخان من حديث جابر - رضي الله عنه - .. وإن تعجب فعجبٌ حال من ابتلوا بهذا الداء ممن دأبهم التربص والترصد للتحريش والتهويش وإشعال فتيل الفتنة في الأمة والتشويش ، وترى هذا القبيل المأفون يجعل شغله الشاغل مقارعة المبدعين في الأمة وجعْلهم وقود بلبلة وحطب اضطراب وشنشة.. فحقًّا إنهم غزاة الأعراض بالأمراض والعض بالباطل في غوارب العباد ؛ فهم مقرنون بأصفاد الغل والبغضاء والحقد والحسد والشحناء والإفك والبهتان .. فيالله ! كم لهذه الوظيفة الإبليسية من آثارٍ موجعة على أعز شيءٍ يملكه المسلم في عقيدته وعرضه ! حقا .. لقد شوهوا التاريخ وشوّهوا أنفسهم .. فلا هم قالوا خيرًا فغنموا ولا سكتوا فسلموا .
فتبًّا لهذه المسالك المرذولة وأفٍّ لهذه المناهج المأفونة ، فإلى قائمة الممقوتين في سجل التاريخ غير مأسوف عليهم :



إن الشَّقيَّ بالشقَاءِ موْلوعُ ***** لا يمْلكُ الرد لهُ إذا أتَى



فكم جرت هذه المكيدة من قارعةٍ على البلاد والعباد بتشويه وجه الحق والوقوف في سبيله ، ثم هضمٍ لحقوق المسلمين في دينهم وأعراضهم وتحجيمٍ لانتشار الخير بينهم .. حيث لم ولن يسلم من لأوائهم أحد ، بل إنهم صناعة توابيت تقبر فيها المواهب والقدرات وتوأد فيها الكفاءات والإنجازات .. نعوذ بالله من حالهم ، ولا كثَّر اللهُ في الأمة من أمثالهم .
يتضح ذلك بجلاءٍ أنه كلما انبرى إمامٌ مصلحٌ فذٌّ يتبنى مشروعاتٍ حضاريةٍ في الأمة تعيد لها أمجادها في ظل ثوابت الشريعة ومقاصد الأمة تجاذب سفينتها فهومٌ متضاربة وآراء متجاذبة وحالات لغطٍ لا تسلم من الغلط ، وعاشت الأمة جرَّاءَها مناسبات ومزايدات في ضروبٍ من الجدل العقيم ؛ مما يعيق عجلة التنمية في المجتمع ويعطل النماء والإعمار في الأمة .. مع التأكيد على التمسك بثوابتنا وضوابطها الشرعية ، بل قد يسلط هنا سيف التصنيف المسْلَط بأن من يباركها علمانيٌّ وآخر لبرالي وثالث تغريبي .. وهلم جرا ..فسبحان ربي العظيم .. سبحانك هذا بهتانٌ عظيم ، فحاشى أن يغم بعامة الأمة - فضلا على خواصها - الإقرار بالمنكرات وتمرير المخالفات مما يخدش التمسك بالعقيدة والمبادئ والقيم : وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ .... (83 سورة النساء)
أمة الإسلام : ومن وغوائل هذه الظاهرة النزقة وعوامل تهافتها : أنك لو سألت حملة ألويتها عن مستندها والبينة التي اعتمدوا عليها كالشمس في رابعة النهار لأفلتوا أيديهم وقلَّبُوا أكفهم ، ولما وجدت في نهاية المطاف غير بنياتٍ واهياتٍ لا تعدو وساوس غامضة وانفعالاتٍ متوترة وأحقادا دفينة وتوظيفًا لسوء الظن ، والظن أكذب الحديث :
إذَا سَاءَ فعْلُ المرءِ ساءتْ ظنُونُه وصدَّقَ ما يعتاده مِنْ توَّهم
وبناءً على الزعم وبئس مطية الرجل زعموا وإعلانا لسوئين شنعين هما : سوء القصد وسوء الفهم



وكمْ منْ عائِبٍ قولًا صحيحًا **** وآفتُهُ مِنَ الفهمِ السقيم



وإنْ ألقاكَ فهمُكَ في مَهَاوٍ ***** فَليتَك ثمَّ ليتَك ما فهِمْت
فيالله العجب ! كما تُشادُ الأحكام العظام على مثل هذه الخيالات والأوهام .. فضلا عما يكون من المستندات من تتبع العثرات وتصيُّد الهفوات ، وهي مسالك مردية لو وُصِمَ الناس بها لما بقي في الأمة أحد ولَصارَ المجتمع كدودة القزّ تطوي على نفسها بنفسها حتى تلقى حتفها .. ومنها التناوش من مكان بعيد لتحميل الكلام ما لا يحتمل مع بذل الجهد للترصد والتربص والفرح بالزِّلَّة ، ومتى كان فرح الإنسان بخطأ أخيه البيِّن من دين الله .. فضلا عن اجتهاده المشروع وتأويله السائغ .. ألا إن هذا المسلك المرذول داءٌ خبيث .. متى ما تمكَّن من النفوس أطفأ فيها جذوة الإيمان وأخبأ فيها عفة اللسان .. نعوذ بالله من الخذلان .
معاشر الأحبة : وإن تبحثوا - يارعاكم الله - عن دوافع هذه الظاهرة الخطرة فلن تعدوها توجهات وأنماط فكرية وتراكمات وتيارات مخالفة لمنهج سلف هذه الأمة أو تلبيسات إبليسية ونزغات شيطانية تهوي بصاحبها إلى دركاتٍ سحيقةٍ من التخلُّف الفكري والانحطاط العقلي والضعف الإيماني ، وكأن الإمام ابن القيم - رحمه الله - يصور ما يجري في عصرنا حيث يقول : "وكم ترى من رجلٍ مُتورِّعٍ عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات لايبالي ما يقول " انتهى .
وعلى كل حال فيبقى الحسد والهوى جناح هذه الشناعات المغرضة :... وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(50 سورة القصص) ، لكنها بليةٌ لا لعا لها وفتنةٌ وقى الله شرها ولحا أربابها يحذر الأغرار من الافتتان بها والاغترار ؛ إذ بهذا التصنيف المريع آل أمر أبناء هذه الأمة إلى أوزاعٍ وأشتاتٍ وركضٍ وراء السراب ، فلو رأيتهم يُرثى لحالهم وهم يتسارعون ، والله أعلم بما يوعون ، وقد يكونون رأس معولٍ لهدم وحدة الأمة وهم لا يشعرون .
أمة الإسلام .. أمة الإسلام : وبعد بيان خطورة هذه الظاهرة وآثارها ودوافعها يأتي السؤال الملح : ما السبيل لمواجهتها وتخفيف غلوائها في الأمة ؟ والعمل لهذا العلاج يرجع إلى ثلاث فئاتٍ في الأمة :
أولها محترفوا التصنيف أنفسهم بالحذر من سلوك جادة يمسهم منها عذاب الله ؛ فلا يغب عن بالكم ياهؤلاء أن " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " ، ولا يعزبُ عن أذهانكم ياأولئك حديث أبي هريرة في الصحيح : " أتدرون من المفلس " .. وأثر عمر الذي رواه الإمام أحمد - رحمه الله - : " لا يعجبنَّكم طنْطَنة الرجل ، ولكن من أدَّى الأمانةَ وكفَّ عن أعراضِ الناسِ فهُو الرجل " .



لَا تُرْسِلَنَّ مقُولةً مشهورةً **** لا تسْتطيعُ إذَا مضَتْ إدْراكَهَا



لا تبدين بهيئة نقيتها **** وتحفظن من الذي أنباكها



فإلى محترفي التصنيف ومسوغيه : لتعلموا - هُدِيتُمْ إلى الرّشَاد - أنكم بهذه المشاقّة قد خرقتم حرمة الاعتقاد الواجب في أخوة الديانة ، ولسوف يحصد الزوبعة مَنْ حرَّك الريح .. فالزموا - عافاكم الله - تقوى الله ومراقبته والإنابة إليه واستغفاره ، واحذروا صناعة المفاليس هذه :



لعَمْرِي لقدْ نبَّهْتُ مَنْ كان نائِما **** وأسْمَعْتُ مَنْ كانَتْ لهُ أُذُنَان



أما مَنْ يعاني أزمةً في الضمير ولوثةً في الفكر وقد تَمَكَّن منه الداء فنعوذ بالله من الشقاء ، ولا يأْس مِن رحمة أرحم الرحماء ، أما من رُمِيَ بالتنصيف زورًا وبهتانا فله البُشْرى والسلوى في مثل قول المولى - جل وعلا - : مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ(43 سورة فصلت)



ومَا أَحَدُّ مِن ألْسُنِ النَّاسِ سَالِم **** ولَوْ كانَ ذاكَ التَّقيَّ المهَذَّبَا
فاستمسك بما أنت عليه من الحق المبين ، وقد ذكر الحافظ بن عبد البر : " أنه كان يُقال : يُستَدلُّ على نباهة الرجل بتباين الناس فيه ، وهذه صفة أهل النباهة ومن بلغ في الدين والفضل الغاية والنهاية " انتهى كلامه - رحمه الله - .. فلا تبتئس بما كانوا يفعلون ، ولا تبتئس بما كانوا يعملون ، ولا يثنِكَ هذا الإرجاف عن موقفك الحق ؛ فالثبات الثبات متوكلًا على مولاك .. والله يتولى الصالحين .. وليكن في سيرتك وسريرتك من النقاء والصفاء والرحمة بالخلق ما يحملك على استيعاب الآخرين وإن خالفوك ، وكظم الغيظ والإعراض عن أعراض الوالغين ، ولا تشغل نفسك بذكرهم .. فهذا غاية بنبل النفس وصفاء المعدن وحسن الشمائل ، وأنت بهذا كأنما تُسِفُّ القوم الملّ ، والأمور مرهونةٌ بحقائقها .
أمة الإسلام : ولعل أبرز الآثار السلبية في انشغال فئامٍ من الأمة بهذه الظواهر والمظاهر الخطيرة ما آل إليه الأمر في تردِّي واقع الأمة حين شُغِلتْ عن كبرى قضاياها وما آل إليه أمر مقدساتها حين توارت في بحار الفتن أشرعتها وتاهت في سواد المحن راياتها وتهاوى من لدن صهيون أحقادها .. ولعل ما يعانيه (المسجد الأقصى المبارك) هذه الأيام من محنة كبرى من أجلى الشواهد على ذلك مما يتطلب من المجتمعات الدولية والهيئات العالمية والأمة الإسلامية تحمل مسئولياتها الشرعية والتأريخية والإنسانية في الدفاع عن (الأقصى) وصدِّ محاولات تهويده وتدنيسه .. فلتسلم قدسنا ، وليبشر المقدسييون .. بل والمسلمون كافة بقرب الفرج وبريق النصر و انبلاج الفجر - بإذن الله - :
فَاسْلَمِي يَاقدسُ إنَّا لِلْفِدَا **** يَدًا إنْ مدَّتِ الدُّنْيَا يَدَا
أَبَدًا لنْ تَسْتَكِينَ أبَدَا **** إنَّنِي أَرْجُوْ مَعَ اليَوْمِ غَدَا
... يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ( 4-5 سورة الروم)
نفعني الله وإياكم بهدْي كتابه وبسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - .. وأقول قولي هذا وأستغفر الله - العظيم الجليل - لي ولكم ولكافة المسلمين من كل خطيئةٍ وإثم ؛ فاستغفروه إنه كان غفارا ، وتوبوا إنه كان توابا .



الخطبة الثانية :
حمدًا لك اللهم حمدًا حمدا ، نشهد أن لا إله إلا أنت قلت في محكم التنزيل وأصدق القيل : إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ( 15 سورة النور) .. ونشهد أن سيدنا محمدًا عبدك ورسولك وخليلك ومصطفاك وحبيبك ومجتباك ، صلى عليه الله ما ليلٌ سجى وما صبحٌ بجا ، وسلِّم تسليمًا سرمدًا أبدا ، وبارِكْ تبريكاً مزيداً .
أما بعد .. فاتقوا الله - عباد الله - : وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ( 281 سورة البقرة) .
أيها الإخوة الأحبة في الله : لا يخفى على شريف علمكم أن من الأصول الشرعية تحريم النيل من أعراض المسلمين ؛ فالأصل بناء حال المسلم على السلامة والستر وحسن الظن ، واليقين لا يزول بالشك وإنما يزول بيقينٍ مثله ، والأصل براءة الذمة .. وكم من خبرٍ لا يصح أصلًا ، وكم من خبرٍ لو صح لكن يرد عليه من الإضافات واللاوازم الباطلة أو التجزئة والانتقائية بما يحرف به الكلم عن مواضعه .. وبالجملة .. فلا تقرر المؤاخذة إلا بعد أن تأذن الحجة ويقوم عندك قائم الدليل والبرهان كقائم الظهيرة ، ومن تجاوز ذلك بحق متقين فهو المفتون الخارق لحرمة الشريعة .
والمسلم الحق لا يكون معبرا تمرر عليه الواردات والمختلقات ، ولا يطير الأخبار كل مطار بلا تثبت ولا روية ثم ينشر بلسانه بلا وعي ولا تعقل :



إن البدار برد شيء لم تحط **** علما به سبب إلى الحرمان
فالله الله في التزم الإنصاف والعدل حتى مع المخالف واحترام اجتهاده وتقدير آرائه :



ولمْ تزَلْ قِلّةُ الإنْصَافِ قَاطِعةً **** بيْن الرِّجال وإنْ كَانُوا ذوِي رحِمِ
والحذر الحذر من الفتَّانين المتجنِّين على أعراض المسلمين ممن سيماهم توظيف النصوص في غير مجالها ، فإذا رأيتهم فارثِ لحالهم وادعُ لهم بالعافية ولا تكن عونًا للشيطان عليهم ؛ فإن ذلك السُّمُّ الناقع ، وتسلح بالدعاء أن يُقِيل الله العثرة ويغفر الزلَّة .
كن مما يطمئن - بحمد الله - أن هذه الوعكة اليسيرة مصيرها - بإذن الله - إلى الزوال والاضمحلال ، لا بأس .. طهورٌ إن شاء الله .. وهذه اللوثة الطارئة تنطفئ عن قريب - بحول الله - بالفيئة إلى جماعة المسلمين والاعتزاز بأخوتهم وصفاء الأخوة لهم كيف وقد اجترعوا من لألاء التصافي الرضابا ونهلوا من رحيق الود شهدا ورضابا ، وتلكم هي عظمة الأخوة العتيية وحقيقتها الألقة الفريدة .. ممتثلين المنهج القرآني :وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ(10 سورة الحشر) .
ألا وإن من التحدث بنعم الله ما مَنَّ الله به على بلاد الحرمين الشريفين - حرسها الله - من دعوةٍ إصلاحيةٍ رائدة وجماعةٍ شرعيةٍ واحدةٍ على منهج الكتاب والسنة منذ تعاهد الإمامان وتعاقد المحمدان - رحمهما الله - إلى عهد الإمام المؤسس والملك الموحد - طيب الله ثراه - في ظل وارف من راية الاجتماع والتأليف ومنأى عن غائلة الفرقة والتصنيف بحمد الله ومنه .. زاده الله وحدةً وتماسكًا ورخاء ، وحفظ عليها عقيدتها وقيادتها وأمنها واستقرارها إنه جود كريم .
هذا .. وصلُّوْا وسلِّمُوا - رحمكم الله - على الرحمة المهداة والنعمة المسداة نبيكم محمد بن عبد الله كما أمركم بذلك ربكم - جل في علاه - فقال تعالى قولًا كريما : إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56 سورة الأحزاب) .



إن شئت من بعد الضلالة تهتدي**** صلي على الهادي البشير محمد
يا فوز من صلى عليه فإنه ******يحوي الأنامي بالنعيم السرمدي
اللهم صلِّ وسلِّمْ على عبدك ورسولك نبينا محمدٍ وعلى آله وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمدٍ وعلى آله وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد ، وارض اللهمّ عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء ذوي القدر العليِّ والشرف الجليِّ - أبي بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين وعلي أبي السبطين - وعلى سائر الآل والأصحاب ومن سار على نهجم واقتفى ياخير من تجاوز وعفا .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين . اللهم أعز الإسلام والمسلمين . اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، واحم حوزة الدين ، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين .
اللهم آمِنَّا في أوطاننا ، اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح واحفظ ووفق أئمتنا وولاة أمورنا ، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا .. اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين إلى ما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، وهيئ له البطانة الصالحة ، اللهم كن له على الخير معينًا وظهيرا ومؤيدًا ونصيرا ياحي ياقيوم ياذا الجلال والإكرام .. اللهم وفق ولي عهده ونائبه الثاني وإخوانهم وأعوانهم إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد .. اللهم وفق قادة المسلمين . اللهم وفق قادة المسلمين .
اللهم حرِّر مقدسات المسلمين . اللهم حرر مقدسات المسلمين . اللهم حرر مقدسات المسلمين ..اللهم أنقذ المسجد الأقصى . اللهم أنقذ المسجد الأقصى . اللهم أنقذ المسجد الأقصى من عدوان المعتدين وكيد الكائدين ، اللهم اجعله شامخًا عزيزًا إلى يوم الدين يارب العالمين .
اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ، ونفس كرب المكرويين ، واقض الدَّين عن المدينين ، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين ، وارحم موتانا وموتى المسلمين برحمتك ياأرحم الراحمين .
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت .. أنت الغني ونحن الفقراء ؛ أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم أغثنا . اللهم أغثنا . اللهم أغثنا ، اللهم إنَّا نستغفرك إنك كنت غفارا .. فأرسل المساء علينا مدرارا .. ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار .
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ؛ فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر ، والله يعلم ما تصنعون .
للاستماع
http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=...audfiletype=rm
غريب الاوطان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 02-11-2009, 12:17 PM   #5
 
الصورة الرمزية وصفة الحب عازفة العود
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: في قلب ال حبه كلهم محبه
المشاركات: 9,607
معدل تقييم المستوى: 119
وصفة الحب عازفة العود is a splendid one to beholdوصفة الحب عازفة العود is a splendid one to beholdوصفة الحب عازفة العود is a splendid one to beholdوصفة الحب عازفة العود is a splendid one to beholdوصفة الحب عازفة العود is a splendid one to beholdوصفة الحب عازفة العود is a splendid one to beholdوصفة الحب عازفة العود is a splendid one to behold
افتراضي

جزاك الله خير ونفع بك اينما حللت

وزادك علما وعملا وهدي وصلاحا

وتقي وسدد علي درب التقي خطاك

يالغلا وجعله الله

طرحك في ميزان حسناتك

اتقنت في الطرح

بيض الله وجهك ولا هنت
__________________
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وصفة الحب عازفة العود


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

لاللخمول
وصفة الحب عازفة العود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحرم, الدويش, السديس, يشرف, هلال, إنتقامة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

ترتيب منتديات قبيلة آل حبه عالميا
 

الساعة الآن 11:08 AM


Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009
الأرشيف
تصميم المنافع لتقنية المعلومات