عباد الله: نعم نحن هذه الأيام نستقبل عاماً جديداً إسلامياً هجرياً، ليس من السنّة أن نحدث عيداً لدخوله أو نعتاد التهاني ببلوغه، أو أن نحتفل به، أو نحتفل بمهاجر النبي صلى الله عليه وسلم زاعمين حبه، فليس الغبطة بكثرة السنين وإنما الغبطة بما أمضاه العبد منها في طاعة مولاه، فكثرة السنين خير لمن أمضاها في طاعة ربه، شر لمن أمضاها في معصية الله والتمرد على طاعته وشر الناس من طال عمره وساء عمله.
هــا قد أهلّ على الوجودِ (مُحَرّمُ) فالكـونُ يزهــو والحيـاةُ تبسـّمُ
ترنو إلى ركـبِ النبي وقـد مضى تَبْكيــه مكـةُ والمَقَـامُ وزمـزمُ
عوّدتُ نفسي الاحتفالَ بهجـرةِ الْـ هـادي الْبشـيرِ، وعطرَها أتنسـّمُ
لكنْ علـى الوجـهِ الـذي أبصرتُه عن حـبِ خير المرسلين يُترجِـمُ
فاختــرتُ مـن شـعرِ المديـحِ قصيدةً أنشـدتُها ووجدتُنـي أترنّمُ
وحَسِبتُ أنـي قـد بلغْتُ ذرا التقى بل ليـس مثلـي في المحبة مسلمُ!!
وإذا بـأعماقـي دويّ صــارخٌ يـا غـافـلاً حتّى متـى تتَوهّمُ!!
حتـى متـى والقـولُ قد زخرفْتَهُ والفعلُ يفضـحُ مـا تقـولُ وتزعُمُ
لمـّا عَجـزْتَ عن اتباعِ (محمدٍ) أَقنعْـتَ نفـسَكَ بالكلامِ، ودُمْـتمو!
مـاذا اقترفـتُ لكي تراني واهماً أَلأَنّنِــي بهـوى النّبـيِ مُتيّـمُ؟!
إنـي أرى حـبّ النبـي عبـادةً ينجـو بهـا يومَ الحسابِ المسـلمُ
فأجابنـي: حـبّ النبـِي عبـادةٌ فـرضٌ علـى كل العبـادِ محتّـمُ
لكـنْ إذا سَـلَكَ المحـبّ سـبيلَهُ متأســّيـاً وَلهـدْيـِهِ يَتـَرَسّـمُ
هـل ضـيّعَ الإسـلامَ إلا قائـلٌ أفعالُهُ تنفــي المقـالَ، وَتْـهـدِمُ؟
فالقدسُ ضـاعت من كلامٍ دونمـا فعـلٍ يؤيــد قولهـم، ويُتَرْجـِمُ
والطفلُ مـلّ من الكلامِ؛ وليتهـم يدَعُونه يرمـي اليهـودَ، ويَرْجُـمُ
والعدلُ ملّ من الكـلامِ؛ وقد رأى مَنْ يَدّعـي عـدلاً يجـورُ، ويَظْلِمُ
والطهرُ مـلّ من الكلامِ؛ وطالما زعمَ الطهـارةَ داعـرٌ لا يـرحـمُ
حتـى البطـولةُ أَعْلنتْ إضرابَها لمـا ادّعاها مـن يَخـافُ، ويُحْجمُ
فَصَرخْتُ:كُفّ القولَ؛ قد أَخْجَلْتَنِي وكـلامُك الحـقّ الـذي لا يُكْتـَمُ