هناك ما يسمى بكبسولة الزمن و فكرتها أننا لو إحتجزنا مظاهر الحياة لدينا بشتى صورها ثم حفظت هذه المظاهر بإحدى وسائل الحفظ لمدة مائة سنة أو أكثر لأصبح بمقدور من يأتي بعدنا التعرف على مظاهر الحياة التي كنا نعيشها في هذا الوقت بدقة متناهية بعيدة عن الوصف التخيلي فقط. تخيلوا لو أن أحد أجدادنا الذين عاشوا قبل مائة سنة بعث الآن ليرى ما نحن فيه من تطور و تكنولوجيا ماذا سيكون شعوره و هل يستطيع عقله أن يستوعب كل هذا.
إن الخيال العلمي قد سبق كثير من الإكتشافات خاصة في مجال الفضاء فكثير من الحقائق الموجودة لدينا اليوم كانت من الخيال العلمي في يوم ما. وجدت هذه الأفكار أناس عملوا عليها حتى أصبحت حقيقة لنا و كأنها من المسلمات و لا نعلم بكم مرحلة فشل مرت به قبل أن تنجح.
لا أحد – إلا الله- يعلم كيف تصير الأمور في المستقبل فقد يستمر التطور و إكتشاف أشياء لا تخطر لنا على بال و قد تكون على الجانب الآخر من دمار للحضارة التي نحن فيها و رجوع لعصر البدائيات التي فقدناها أيضا .
قد يكون من المناسب أن يكون هناك من له إهتمام بتوثيق مظاهر حياتنا للمستقبل و أنا شخصيا ليست لي القدرة هذه و لكنني أحببت أن أطرحها لمن كان له ميول لذلك خاصة من هواة التصوير. إن الكاميرات الرقمية تخدم في هذا المجال كثيرا فهي تحفظ مظاهر الحياة و تحفظ تواريخها أيضا مع العناية بأن تحفظ في أكثر من مكان مستقل لكي لا يأتي فيروس و يهدم كل آمالك.
أرجوكم لا تقولوا أنني محشش فهي فكرة جميلة لمن كان يستطيع القيام بها بحيث يدون كل مظاهر حياتنا من أكل و ملبس و مركب و بيوت و فرش و أدوات نظافة و أدوات مدرسية و غيرها و غيرها و لا يهمل شيئا و أضرب لكم مثال: ألا تتمنى أن تعرف منهج دراستك في ثاني إبتدائي، هل تذكرون المساند الحمراء القديمة و المخدات المزركشة ألا يتمنى الواحد أن لديه صور لها.
أتمنى أن تكون الفكرة قد راقتك لبعضكم فهذا يكفيني.