إلى أمي ... في قبرها تنام
البحر اكثر وحشة هذا المساء
البحر القاحل كصحراء
الممتطي صهوة الغياب
على الذروة ينتحب ابن آوى
في المنظر البحري للغروب
أجراس ثقيلة
أجراس ثكلى تبيد السمع
من أين تأتي هذه الجلبة
في قلب هذا الفراغ الكاسر؟
الجمال في مغيبه الواقعي
الجمال المضطرب بين ليل وبحر
ينير جبالا و وهادا
وينير الأبدية !
اسمع نداءها السرمدي
على الظباء المسفوحة
في منحنى النهر
تستجير الألهة التي اختارت
عزلتها عن البشر
الجيوش تزحف على المدن
المحاصرة
القنابل تهمي كالليل الجارف
بمجراته وكواكبه لتحيل المشهد
إلى هباء وأضغاث رماد
حشرجة كلاب ضالة
الكلاب التي انفجر قلبها من النباح
مذبحة الليل القاني
أ عيشها ليل نهار
في النوم في اليقظة
وهنا نعاج افترست رعاتها
واندفعت في الضوء الصاخب
نحو الربع الخالي
أجلس في مواجهة البحر
وحيدا
تحفني مواكب المياه والسديم
يوم كان العالم
في طفولته الأولى
لا يعرف سكين الجزار
ولا انشطار الذرة
ولا يعرف الطبقات
يوم كان حلما في ذاكرة الغيب
وقدما غير سقف
ولا أزمنة!
أجلس على الرمل المصبوغ
بدم السلالات
تلك التي مرت من هنا
على السفن الشراعيةالمثلثة
أرقب البواخر العملاقة
ترمي فضلاتها على المياه العربية
أرقب النجم المرتجف
تحت ظل القمر الطالع بحشوده الضوئية
الأبدية ترعى ظباءها
في السديم
الأبدية النازفة
تحت شرفة قرصان !
ثغاء ماعز في الطريق
ديكة تطير بأجنحتها في الأحلام
الليل بثقله ينزل على المكان
يحمل النعش والنجوم
وبيدي هاتين
حملته الى بيته الأخير.
العرض العادي
