05-11-2009, 04:41 PM
|
#1
|
منتدى الصوتيات والمرئيات الإسلامية
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 2,786
معدل تقييم المستوى: 42
|
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أنزل الله به كتبه وأرسل به رسله من الدين . فإن رسالة الله : إما إخبار ، وإما إنشاء .
فالإخبار عن نفسه وعن خلقه : مثل التوحيد والقصص الذي يندرج فيه الوعد والوعيد . والإنشاء الأمر والنهي والإباحة . وهذا كما ذكر في أن قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ( سورة الإخلاص : آية 1 ) . تعدل ثلث القرآن ؛ لتضمنها ثلث التوحيد ؛ إذ هو قصص وتوحيد وأمر .
وقوله سبحانه في صفة نبينا ، صلى الله عليه وسلم : يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ( سورة الأعراف : من الآية 157 ) هو بيان لكمال رسالته ؛ فإنه صلى الله عليه وسلم هو الذي أمر الله على لسانه بكل معروف ، ونهى عن كل منكر وأحل كل طيب وحرم كل خبيث ، ولهذا روي عنه أنه قال : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . وقال في الحديث المتفق عليه : مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارا فأتمها وأكملها إلا موضع لبنة فكان الناس يطيفون بها ويعجبون من حسنها ويقولون : لولا موضع اللبنة ! فأنا تلك اللبنة . فبه كمل دين الله المتضمن للأمر بكل معروف والنهي عن كل منكر ، وإحلال كل طيب وتحريم كل خبيث . وأما من قبله من الرسل فقد كان يحرم على أممهم بعض الطيبات ، كما قال : فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ ( سورة النساء : من الآية 165 ) . وربما لم يحرم عليهم جميع الخبائث ، كما قال تعالى : كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ( سورة آل عمران : من الآية 93 ) .
وتحريم الخبائث يندرج في معنى : " النهي عن المنكر " ، كما أن إحلال الطيبات يندرج في : " الأمر بالمعروف " ، لأن تحريم الطيبات مما نهى الله عنه ، وكذلك الأمر بجميع المعروف والنهي عن كل منكر مما لم يتم إلا للرسول الذي تمم الله به مكارم الأخلاق المندرجة في المعروف ، وقد قال الله تعالى : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ( سورة المائدة : من الآية 3 ) . فقد أكمل الله لنا الدين ، وأتم علينا النعمة ، ورضي لنا الإسلام دينا .
وكذلك وصف الأمة بما وصف به نبيها حيث قال : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ( سورة آل عمران : من الآية 110 ) . وقال تعالى : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ( سورة التوبة : من الآية 71 ) . ولهذا قال أبو هريرة : كنتم خير الناس للناس ، تأتون بهم في الأقياد والسلاسل حتى تدخلوهم الجنة . فبين سبحانه أن هذه الأمة خير الأمم للناس : فهم أنفعهم لهم ، وأعظمهم إحسانا إليهم ؛ لأنهم كملوا أمر الناس بالمعروف ونهيهم عن المنكر من جهة الصفة والقدر ، حيث أمروا بكل معروف ونهوا عن كل منكر لكل أحد ، وأقاموا ذلك بالجهاد في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم ، وهذا كمال النفع للخلق
|
|
|