الأسرة .. تلك المؤسسة التربوية الاجتماعية ، التي جعلها الله قاعدة تنطلق منها المجتمعات الأخرى ، فعندما نلقي نظرة ناقدة على أي مجتمع من المجتمعات المختلفة ، نجد أن للأسرة منذ بدايتها السليمة دورٌ بارز في بقاء استمرار حياتها ،
وحتى نشجع على ترابط هذه الأسرة وإعطاء كل فرد دوره فيها ، فلا بد من تحقيق مفهوم كبير ومعناً عظيماً؛ ليتم من خلاله متابعة أدق التفاصيل والمجريات داخل الأسرة ؛ وهذا المفهوم هو(الأمن الأسري) ذلك المفهوم الذي بمثابة قلب متحرك والذي يدفع بالدم في جميع أجزاء الجسم ؛ لتستفيد الأعضاء وتستمر بالحياة ، ما إن يتوقف هذا القلب – متى أرادت قدرة الله – حتى تجد موت الأعضاء ، وذهاب بريقها ، فعندها يسقط الجسم اليافع ، والجسد الصلب القوي ؛ نتيجة توقف الشريان الأساسي فيه والعضو المهم ، ألا وهو القلب.
فكذلك الأسرة التي يكون مبدأ التعاون فيها قائم على أساس ( الأمن ) ؛من تحقيق هذا المفهوم فيها بتطبيق أحكامه وأنظمته ؛ لتسير الأسرة للبناء السليم بعيداً عن تلك التدخلات الطارئة من قبل العوامل الخارجية والأوبئة الاجتماعية من المجتمعات الأخرى.
( فللأمن الأسري ) عدة نقاط لابد من توفيرها ، ليقوم فيها أعضاء الأسرة بالتعاون وتقديم كل ما بوسعهم في إسعاد الأسرة ، ولنجد أن كل عضو من أعضاءه يتفاعل في تقديم كل جديد فيها ، بل نجد أنه مهما كان هناك دخلاء يندسون وسط هذه الأسرة لتفكيكها فستجد أن الأعضاءهم الذين يدافعون بكل قوة عن هذه الأسرة ، وهذا ما نريده من كل فرد ينتمي إلى أسرته المباركة متى ما تحقق ذلك المفهوم العظيم ، فمن بين تلك النقاط ...
أولاً :- بناء العقيدة الإسلامية الصحيحة في قلوب أفراد الأسرة .
ويكون بتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام عندهم ، وأنه دين شامل كامل ليس فيه نقص أو خلل ، منهج رباني عظيم ، يوجد فيه كل تفاصيل الحياة وطريقة الحياة فيها ، وحلاً لكل المشكلات التي تطرأ على الحياة ، وللأسرة حق في ذلك من قبل الأب والذي يُعتبرالعائل الأساسي والكبير ، حيث عليه أن يختار الشريك الثاني في حياته – ألا وهي الزوجة الصالحة.
ثانياً :- حث أفراد الأسرة المسلمة على فعل ما أمر به الله تعالى ونبيه الكريم .
كالاهتمام بالعبادات الحركية على أنها تعبدية وطاعة لله مثل إقامة الصلاة ، والصوم والحج والزكاة ، وغيرها من العبادات التي يرضاها الله ، وتنشئتهم على المحافظة عليها ، ولا ننسى دور القرآن الكريم وقراءته وتدبر آياته.
ثالثاً :- صلاح الآباء والأمهات :
وهي القدوة الرئيسة التي نبحث عنها ، والأساس القوي الذي ينطلق منه الأفعال ونقد الملاحظات وإبداء الرأي ، والمناقشة المنهجية مع نقد السلوك الخاطئ ، وتشجيع السلوك الإيجابي.
رابعاً :- المحافظة على الأخلاق والقيم النبيلة :
وذلك بالمحافظة عليها داخل الأسرة وبين أفرادها ، وأشاعتها بينهم سواءً بفعل القدوة لهذه الأخلاق والقيم بينهم ، أو بتعليمها لهم بين الفترة والأخرى ، ومن تلك الأخلاق الحسنة ؛التعلم و الإيثار والتضحية والصبر ، و التدرب على إكرام الضيف ، وإعانة الجار، وإغاثة الملهوف ، وإعانة المضطر ، والوقوف بجانب المظلوم و نصرته ، ورد كيد الظالم ودحره.
خامساً : توضيح الأدوار لكل عضو وفرد من الأسرة :
وذلك بإيضاح دور الأب ودور الأم ودور الأبناء ، كلٌُّ في مهمته وعمله ، وأن تلك الأدوار تساعد على تحقيق الأمن الأسري.
سادساً:تلبية حاجات أفراد الأسرة:
وهذا من أهم الطرق في تحقيق الأمن الأسري ، فإن عدم توفر متطلبات العيش الهانئ ، والحياة الأسرية الكريمة يجعل كل فرد من أفراد هذه الأسرة يبحث عنها عند الغير ، فالذي يحتاج إلى الرصيد العاطفي كالحب والرحمة فإنه يبحث عنها عند الآخرين ، وهنا تكمن المشكلة الكبرى ؛ وهي البحث عن المخزون العاطفي لدى الغير؛ لأنها بداية انحراف أخلاقي حتمي وكثير من الآباء والأمهات لا يعون هذه المسألة جيداً ؛ من توفير كلمات الحب العفيف النابع من قلب الرحمة والشفقة تجاه أفراد الأسرة ، حتى يسود جو الأسرة المزيد من الترابط والقوة.
وهناك المزيد والمزيد من النقاط التي تساعد في تحقيق الأمن للأسرة ، وثباتها وبقائها مستمرة.ولكن خوفا من الإطالة عليكم وأن لا يمل الموضوع حاولت الإختصار قدر الامكان.