السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كنت مارا بجانب محله فسألته عن أمر ما , فأجابني، فقلت : أكيد ، فقال ببساطته: ما أكيد إلا الموت. غادرته و هو لا يعلم ماذا فعل بي بمقولته هذه. نعم إن الموت هو الحقيقة المؤكدة التي لا يشك فيها أحد و مع ذلك فقد لا يلازم ذكرها أي أحد.
قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ و قال صلى الله عليه و سلم قال: "أكثروا ذكر هادم اللذات - يعني الموت" رواه الترمذي و حسنه الألباني و قال الحسن البصري - رحمه الله -: فضح الموت الدنيا، فلم يترك لذي لب فيها فرحًا، وما ألزم عبد قلبه ذكر الموت إلا صغرت الدنيا عليه، وهان عليه جميع ما فيها" وقال بعضهم: من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة، ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، وترك الرضا بالكفاف، والكسل في العبادة.
نحن لا ندعو لتذكر الموت المرضي الذي يقعد عن العمل و لكننا نتمنى أن نكون ممن يتذكر الموت ليستعد لما بعد الموت فهو كما قال صاحبنا الحقيقة الغائبة لكنها مؤكدة.
إلى اللقاء