منتدى الأدب والشعر الفصيح ومنتدى الشعر والخواطر وعذب الكلام
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: متنقل اكثر أوقاتي داخل وخارج المملكه
المشاركات: 3,416
معدل تقييم المستوى: 72
الى أين ياجيل المستقبل
قبل أن أبدأ في الموضوع أحب أن أشير إلى أني لم أتطرق لهذا الموضوع إلا من غيرتي وحبي لشباب هذا الوطن ومن خوفي عليهم فهم صورتنا المشرقه وسلاحنا الذي نفخر به ونعده للمستقبل.
والآن سوف أتطرق إلى الحديث عن ظاهرة ظهرت وانتشرت بشكل ملحوظ وهي ظاهرة ليست في صالحنا جميعاً ألا وهي ظاهرة عدم جلوس الشباب مع كبار السن فقد أصبح لايجلسون مع كبار السن في هذه الأيام ولايجلسون إلا مع الشباب مثلهم وهذا ليس في صالحهم.
ووصلت الحاله إلى أن بيوت هذه الأيام لابد أن يكون بها مجلسان واحد لشباب وواحد لكبار السن!
أنا لاأعترض على ذلك ولاأعترض على انفراد الشباب بمجلس بمفردهم فالشباب لهم جلساتهم ولهم أسراهم ولكن الذي أعترض عليه هو مقاطعه كبار السن وعدم مخالطتهم!؟ الذي أعترض هو مايفعله بعض شبابنا هذه الأيام حيث أنهم إذا كانوا متواجدين في أحد المجالس ودخل عليهم بعض كبار السن تركوا المجلس وخرجوا أو إذا جاء أحد الشباب ليزور صديقه وعلم أن بالداخل رجلآ من كبار السن فإنه لايدخل إذا نحن فعلنا كل ذلك فكيف نتعلم أور حياتنا؟ كيف نتعلم مواجهه أمور الحياة؟ كيف نتعلم كيف التغلب على مغريات الحياة؟
كيف نتعلم مواجهه الأمور الصعبه التي تواجهنا في هذه الحياة التي لاتدوم على حال؟ كيف نتعلم كيفية التعامل مع تقلبات الحياة؟ كل ذلك لانتعلمه من مدارسنا التي ندرس بها ولكن نتعلمه من الجلوس مع آبائنا ومخالطة من يكبرنا سنــاً لأن هؤلاء هم الذين عاشوا الحياة الصحيحه وعرفوها وهؤلاء هم الذين عركتهم الحياة حتى علمتهم كيف يتعاملون معها فالمدرسة الحقيقية هي الحياة وهؤلاء قد درسوا في هذه المدرسة حتى أنهكت قواهم فيجب أن نتعلم على أيديهم لأن الشهادة الحقيقية هي الشهادة التي نأخذها من مدرسة هؤلاء الآباء من مدرسة الحياة فكم من إنسان درس وحصل على شهادات عليا ولكن بسبب عدم مخالطته لمن يكبره سناً ما إن ابتسمت له الحياة وفتحت له أبوابها حتى انغمس في مغرياتها ثم تخلت عنه وردته إلى أسفل سافلين بعد ماطارت به إلى العالي وكل ذلك بسبب عدم تعلمه من مدرسة هؤلاء الآباء وعدم مخالطته لهم ولم يعرف كيف يتصرف مع انفتاحها له فضاع بعدها بسهوله .. فالدنيا قد تنفتح له وتجعلك تنغمس في مغرياتها ثم في غمضه عين تتخلى عنك وتردك فلى أسفل سافلين!
ولكن الذكي هو الذي يعرف كيف يتصرف معها عندما تنفتح له .. ولايعرف ذلك أحد إلا إذا كان قد خالط كبار السن وتعلم منهم .. فعزوف الشباب عن مخالطه كبار السن ضرر على الشباب لأنهم سيكونون معرضين للأنغماس في مغريات الدنيا بسهوله وسيكونون جاهلين بأمور الحياة معرضين للخداع والضياع بسهوله فيجب على الشباب مخالطه من يكبرهم سناً لأن هؤلاء هم البركه وهم الأساس فلولا الله ثم هم لما جئنا نحن.
فكيف اليوم نستغني عنهم ولا يمكن أن نستغني عنهم لأننا دائماً محتاجون لهم ولنصائحهم التي تنير لنا الطريق وتزيل عنا الغشاوة التي تحجب عيوننا عن رؤية الحياة بالمنظار الصحيح فيا شباب تقربوا من كبار السن لتستفيدوا منهم مايعينكم على العيش في هذه الحياة ويبصركم بها حق تبصير وأنظروا إلى الحياة السابقين أو حياة الماضي فقد كان الصغار والشباب والكبار يجتمعون في مجلس واحد حيث أن صغار السن في هذه الأيام زمان دائماً آبائهم ودائماً يجلسون مع كبار السن وهذا ماجعلهم اليوم رجالاً يعتمد عليهم في تصريف الأمور ولا يخاف عليهم فيجب الاقتداء بهم.