الطاحونة المنزلية في الماضي (الرحى)

الطاحونة المنزلية في الماضي (الرحى)

الصورة هنا صورة الرحى (الطاحونة). النساء في الريف الفلسطيني كن يجرشن بواسطتها حبوب العدس والفول الجاف والذرة الشامية، وكذلك الشعير وخصوصا القمح لعمل الجريشة وما شابه من انواع الحبوب.



والطاحونة عبارة عن قطعتين دائريتين من الصخر الصلب قطر الواحدة حوالي 15 بوص او اكثر ولا يزيد 24 بوصة، وسمك القطعة الواحدة 3 بوصات عند الحواف الخارجية وتكون اكثر تدريجيا عند المنتصف او كلما اتجهنا الى مركز الدائرة.

القطعة السفلى تكون مسمتة بسطح يكاد ان يكون أملس الى حد ما، والمقصود هنا بالاملس يعني الا يكون به تجويفات او ثقوب عميقة حتى لا تتجمع فيها المواد التي يتم طحنها خلال العملية. في منتصف هذه القطعة الملامسة للارض (السفلى) يثبت في ثقب في مركز دائرتها قطعة دائرية من الخسب او المعدن لو توفر بقطر بوصة مثلا تثبت في ثقب بهذه القطعة وتعمل كدليل لابقاء القطعة العلوية في مكانها لا تنزلق لاي ناحية حلال الدوران.

القطعة العلوية هي القطعة المتحركة خلال عمل الطاحونة ويكون قطرها مماثلا للقطعة السفلية الثابتة او اقل قليلا . القطعة العلوية تكون مثقوبة من الناحيتين عند مركز الدائرة بقطر قل 4 بوصات مثلا. وقريبا من اطراف الدائرة في السلطح العلوي يثبت في ثقب قطعة خشبية كمقبض لمن سيمسك بها ويقوم بتحريك القطعة العلوية بطريقة دائرية بسرعة معقولة (انظر الصورة كيف ان المرأة تمسك بهذا المقبض وتقوم بالطحن).




أما كيف يتم الطحن فان ذلك يتم على الوجه التالي:

لما كانت الطاحونها بالقطعتين متنقلة اي يمكن وضعها اينما يروق لمن يقوم بعملية الطحن، فان المراة التي كانت تود ان تقوم بطحن شيء من الحبوب، كانت تقوم اولا بوضع مفرش قماشي او ما شابه اكبر من قطر دائرة الطاحونة على الارض، وكانت تأتي بالطاحونة التي تكون عادة في مكان في الدار كأي اداة يؤتى بها حين الحاجة اليها. في بعض البيوت يكون للطاحونة مكان في الدار يلائم الحاجة اليها ويتم الططن دائما في نفس المكان. المهم يؤتي بالطاحونة وتوضع فوق الفرش الذي اشرنا اليه، وتمسك المراة باحدى يديها مقبض تحريك القطعة العليا للطاحونة وتحركة دورانيا بسرعة ثابتة لا هي بالبطيئة ولا بالسريعة وحسب نوع الحبوب المنوي جرشها. اذا كان المراد ان يكون المجروش ناعما كالطحين مثلا تكون سرعة الدوران اكثر، واذا كان المجروش مجرد فلق الحبوب كالعدس الى جزئين فقط تكون سرعة الدوران المطلوبة اكثر بطأ. هذا، وبينما المرأة تمسك بيد وتدير الطاحونة تقوم باليد الاخرى بغرف الحبوب وتسقطها في الفتحة الموجودة في مركز الدائرة ذات القطر 4 بوصات وتستمر في تلقيم الطاحونة بكمشات بيدها الاخرى بينما حركة القرص العلوي مستمرة في الدوران، فيخرج المجروش من الجوانب ويظل يتساقط ما دامت الطاحونة دائرة ويتم تغذيتها بالحبوب.

بعد الانتهاء يجمع ما على الفرش من حول الطاحونة، ويرفع القرص العلوي لتنظيف ما تحته او ما علق بالقرصين، ويعاد كل شيء مكانة.

آمل ان أكون قد وفقت ولو الى حد ما في اعطاء فكرة عن الطاحونة التي كانت شائعة في تلك الايام. ليس بالضرورة ان يكون كل بيت عنده او يملك طاحونة، ففي العادة كانت توجد طاحونة عن بعض العائلات في كل حارة او شارع، وكثيرا ما كان الجيران يذهبون عند بعضهم لطحن الحبوب مما ذكرنا اعلى هنا كون الطاحونة ليست اداة تستعمل في كل يوم. مثلا لو عندنا 5 كيلو عدس حب، لو قمنا بطحنها فاننا لا نحتاج الى العدس المطحون ربما لاكثر من شهر.
منقول