«الفقير».. قلعة تراثية بناها مهندس ألماني في 1325هـ

تقع على تخوم مدائن صالح




مهندس ألماني بنى الفقير عام 1325هـ.

ترتبط الذكرى بالأماكن، ولطالما وقفت الذاكرة لدى الكثيرين أمام مَعلَم، والمَعلَم يستدعي الحدث واحدا تلو الآخر، لتتحرك الصور وتتقاطر الذكريات، لتتقافز أمام ناظري من يختزلها، زمانا ومكانا وأحداثا ومواقف.
هذا هو حال قلعة تعرف باسم "الفقير"، وهي تشبه الحصن، بناها مهندس ألماني، وتتربع على جبل متاخم لموقع "مدائن صالح" الأثري في العلا، وبنيت لتطل من هذا المرتفع في موقع بارز.
وعن هذا المَعلَم يحدثنا الشيخ فهد بن سلطان الفقير فيقول: "إن هذه القلعة تعرف باسم قلعة الفقير نسبة إلى والدي الشيخ سلطان الفقير، الذي ارتبط بها بدءا من العام 1325هـ، وكانت الأوضاع الأمنية في ذلك التاريخ ليست على ما يرام، فقد كانت المنطقة تعج بالحروب والمنازعات وانعدام الأمن، فدعت الحاجة والدي رحمه الله إلى إقامة مثل هذه القلعة لتكون حصنا ونقطة مراقبة لمنطقة مدائن صالح، حيث وجود أفراد قبيلته خاصة وقت القيظ ونزول البادية، وقام بحفر بئر وإقامة مزرعة بجانب القلعة وهكذا ظلت القلعة تخدم الهدف الذي وجدت من أجله حتى انتهاء الحربين العالميتين الأولى والثانية". ويستطرد الفقير قائلا: "في عام 1344هـ حيث دخلت المنطقة في العهد السعودي الزاهر، واستتب الأمن والاستقرار على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه، لتتحول مهمة القلعة إلى سكن عادي للوالد، ومن ثم أمر أن تكون محل تخزين لأغراضه الشخصية والمواد التموينية، وإقامة الحفلات مثل الأعياد والإفطار في شهر رمضان، إلى جانب أنه أقام بيتا كبيرا من الشعر بالقرب من الجبل الذي يقع أعلاه مبنى القلعة بعد أن كبرت سنه وأصبح من الصعب عليه الصعود إلى القلعة".
وتابع بقوله: "تقع هذه القلعة في الجزء الجنوبي الشرقي من المحطة الرئيسية لمدائن صالح، وقد بناها له المهندس مايسنر باشا الألماني المشرف على بناء سكة الحديد في عام 1325هـ، وذلك لوقوع المحطة في الجزء الخاص من أراضي أفراد قبيلته".
وأضاف قائلا: "كنا في شهر رمضان نتناول طعام الإفطار على مائدة الوالد، وهي مائدة حافلة بالكثير من الأكلات الشعبية المعروفة، وكانت المائدة عامرة بوجود الكثيرين، فهي مائدة جماعية يحرص فيها الوالد على دعوة الكثير من الناس". ويضيف: "في صغري أتذكر كثيرا من المواقف التي تحدث، وعندما أنظر للقلعة الآن أستدعي الكثير والكثير من المواقف الرمضانية من الإفطار والسحور والحياة التقليدية الماضية، ورمضان الأمس كان جميلا بالحياة التي عشناها، وبالتآلف والمودة والرحمة والتكاتف وتناول الإفطار بشكل جماعي، وبشكل أكثر مما هو عليه الآن، وكلما أمعنت النظر في كافة مكونات القلعة تداعى إلى مخيلتي مشاهد الكثير من التفاصيل والذكريات".

مشكور ابا نايف
دمتم بخير وسعادة

يعطيك الف الف عافيه

موضوع رااائع

وجهود أروع

ننتظر مزيدكم

بشوووق