الإهداءات


العودة   منتديات آل حبه > منتــــديات آل حبه الأدبيــــة > منتدى التراث الشعبي والقصص والروايات

منتدى التراث الشعبي والقصص والروايات كل ما يتعلق بالتراث الشعبي والقصص والروايات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-07-2009, 07:50 PM   #1
 
الصورة الرمزية ابو نايف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الشرقيه
المشاركات: 44,381
معدل تقييم المستوى: 100
ابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond reputeابو نايف has a reputation beyond repute
رحلة البحث عن النبق ..

تعود أحداث هذه القصة إلى ما قبل خمسين عاماً ..
وبطلها - أو بطلتها - امرأة ( أرملة ) مات عنها زوجها مخلفاً ولدين عمر أحدهما ثمان سنوات و الآخر أقل من خمس سنوات .

في تلك الفترة .. كانت العديد من القرى تئن و ترزح تحت وطأة الفقر والجوع و الجهل والمرض ..
وكان من يبقى على قيد الحياة ( خصوصاً من الأطفال ) يُعتبر ذو حظ ٍ كبير .. !!!

ونعود إلى بطلة هذه القصة ( المرأة الأرملة المناضلة ) فقد قررت أن تقوم برحلة ٍ تبحث من خلالها
عن طعامٍ لأطفالها الأيتام " الجوعى " ، فما كان منها في صبيحة أحد الأيام إلا أن أيقظت إبنيها وأعدت لهما طعام الفطور
( وكان خبزاً يابساً و فريقة = لبناً يُغلى مع بعض الدقيق ) .. !!!
وبعد الانتهاء من إطعامهما أوكلت أمرهما لله ثم لجارتها ، قائلة ً لها :
سأذهب للبحث عن طعام ٍ لولدي ّ .. فقد أغيب يومين أو ثلاثة ..
وكانت الأرملة تنوي الذهاب إلى مكان ٍ يسمى البحيرة بأسفل وادي تُربة لتجمع " النبق " طعاماً لأولادها ..
وكذلك لتأخذ بعض ورق السدر لتخظب به رأسها
وهكذا بدأت الرحلة الشاقة لهذه المرأة ( والتي كانت في الخمسين من عمرها ) من قرية < حظى >
ببني عدوان إلى المكان المسمى < البحيرة > و كانت مسافة هذه الرحلة تمتد لأكثر من أربعين كيلو متراً
حيث وصلت للمكان المقصود قبل منتصف النهار وقامت بملء
اثنين من الأكياس بثمر " النبق " والذي كان بحسب وصفها " كالتمر " في مظهره ولذته .. !!!
وكان كل كيس فيه كمية من ثمر " النبق " لا تقل عن ثلاثين كيلوغراماً ( 30 كغم ) .. وحملتها على ظهرها !!!
و بدأت رحلة العودة بعد العصر ( في نفس اليوم ) .. إلا أنه نظراً لثقل الحمولة فكان سيرها بطيئاً ،
فأدركها المساء وهي في الطريق فاضطرت للمبيت في مكان ٍ يقال له < العرقين >
فصلت المغرب والعشاء واستعدّت للمبيت .. ولنا جميعاً أن نتخيل الظروف التي تُحيط بها في هذه اللحظة ،
من الجوع والظمأ والخوف .. !!! حيث لم يكن معها ما تدافع به عن نفسها من الأخطار ( و أهمها السباع )
ولم يكن معها قداحة لتضيء بها شعلة .. فطوعت نفسها للنوم فنامت متوسدة ً أحد أكياس " النبق " بعد أن
جمعت كومة ً من الحجارة لتدافع بها عن نفسها .. وأنشدت قصيدة ً لم يتمكن راوي القصة
إلا من حفظ بيتاً واحداً .. و هو أنها قالت :

لا عادك الله يا " نبق " البحيره * * * أمسيت في العرقين ليله

وكانت فترة النوم عند هذه المرأة ( أو العجوز إن صح التعبير ) متقطعة بسبب القلق
وسماع أصوات الوحوش بالقرب منها ، و ذكرت أنها استخدمت مجموعة من الحجارة التي جمعتا
فقذفت بها مصادر تلك الأصوات لتبتعد عنها .. !!!
وهكذا أمضت هذه المرأة ليلة ً طويلة ً عصيبة ً وكأنها دهراً .. في سبيل إطعام فلذات أكبادها .. !!!
وعندما أذن المؤذن لصلاة الفجر بادرت مسرعة .. فتيممت للصلاة و صلّت ، ثم أخذت حمولتها و أكملت السير
نحو القرية و جلّ تفكيرها و اهتمامها منصب ّ نحو أبنائها .. !!!
وبعد شروق الشمس بحين ٍ وصلت إلى بيتها ..
قاطعةً أكثر من أربعين كيلو متراً ( 40 كلم ) هي مسافة الطريق ذهاباً و مرجعا .. !!!!!
ًووضعت حمولتها و ذهبت على عجل ٍ إلى بيت جارتها لتسأل عن أبنائها ،
فوجدتهم يتناولون فتاتاً من الخبز مع أبناء جارتها هو ما تملكه جارتها أصلاً ..!!!
فهنأتها جارتها بسلامة الوصول ، وقامت المرأة الأرملة بإعطاء جارتها ما تيسر من ثمر " النبق " و ورق السدر
كرماً منها و مكافئة ً لها على حسن استضافتها لأبنائها الأيتام فترة غيابها .

وهكذا عادت هذه العجوز إلى بيتها سالمة ً غانمة بعد أن قطعت مسافة ً ماراثونية ً حصلت من خلالها على قوتٍ
لها و لأبنائها ، وعادت لتمارس أعمالها اليومية من جلب الماء من البئر بالقربة وجلب الحطب وغيرها من الأعمال
بكل همة ٍ ونشاط .. فيا لها من حياة ٍ رائعة ٍ برغم ما كان يلفها من البؤس و شدة الكرب .. !!!


* ما قد نستفيده من القصة :



1- نحن نتقلّب في نعم ٍ عظيمة أدامها الله علينا .. ومنها : الأكل والشرب واللبس ، و معظمنا عنها غافلون !!!
2- نفتقد كثيراً للنشاط وقوة البدن .. فهل يستطع أحدنا ( من الرجال ) أن يقطع مسافة 40 كم وعلى ظهره
أكثر من ستين كيلوغراماً .. ؟!!! أنا أشك في ذلك ( و أول هؤلاء الرجال أنا ) .. !!!
3- كانت إهتمامات الأجيال السابقة - بعد عبادة الله - محصورةً في البحث عن لقمة العيش و ستر العورة ..
أما اليوم فكثرت اهتماماتنا ( و بعضها تافهاً ) لدرجة أنها طغت على بعض أمور ديننا ، فهاهم أكثر الناس اليوم
يلهثون وراء كسب المال ( حتى ولو كان مشكوكاً في مشروعيته ) ناسين زيارة الأقارب ..
وغيرها من الأعمال من الأعمال الصالحة .
4- التضحية الفريدة من نوعها لدى هذه المرأة .. فلقد نذرت نفسها لتربية و إطعام فلذات أكباده ، بينما نجد اليوم
أن بعض الآباء و الأمهات ينفصلون عن بعضهما لأتفه الأسباب ( فبدل التضحية يكون هناك ضحية ..وهم الأبناء )



* * *

اللهم ارحم جميع أموات المسلمين .. وأخص منهم من عاش زمن شظف العيش
من المسلمين من الآباء و الأجداد ..
اللهم عوضهم عن جوعهم وظمأهم ومرضهم وفقرهم وشدة عَوَزهم بالفردوس الأعلى من الجنة
اللهم إنا نسألك خيري الدنيا و الآخرة يا رب العالمين
__________________
ابو نايف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 20-07-2009, 08:51 PM   #2
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الرياض
المشاركات: 10,079
معدل تقييم المستوى: 116
الوسام will become famous soon enough
افتراضي

الله الله
يا حياة الشقا
كانوا ينظرون الى اساسيات الحياة ومقوماتها من قوت اليوم وتعبه ونصبه
ونحن بالزمن الحاضر ننظر الى الرفاهية بكل انواعها والكماليات اللا متناهية وكانها حاجة ملحه
يازمان العجايب
ابونايف
لك تحيتي وتقديري على هذه القصة الى هي بها عبر لمن يستشعرها ويحسن معانيها
__________________
[SIGPIC][/SIGPIC]
الوسام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 20-07-2009, 09:24 PM   #3
اداريه سابقه
 
الصورة الرمزية بنت الديره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: في ارض الله الواسعه
المشاركات: 11,765
معدل تقييم المستوى: 143
بنت الديره has much to be proud ofبنت الديره has much to be proud ofبنت الديره has much to be proud ofبنت الديره has much to be proud ofبنت الديره has much to be proud ofبنت الديره has much to be proud ofبنت الديره has much to be proud ofبنت الديره has much to be proud of
افتراضي

ونعم الام لها كل التقدير والاحترام
رحم الله عظام شالتها
الله يرحم حال أمهات اليوم اذا قامت الواحده من نومها لقضاء حاجة ابناءها كانه يوم القيامه
شكرألك أبا نايف من أعماق قلبي على هذه القصه المؤثره جعل الله صاحبتها في الجنه
__________________
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
اللهم انصر اخواني في سوريا الحبيبه وثبت أقدامهم وسدد رميهم
اللهم وفقني لما تحب وترضى
[gdwl]اللهم أرحم عمي وأغفر له وجميع أموات المسلمين[/gdwl]
بنت الديره غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

قديم 20-07-2009, 11:03 PM   #4
 
الصورة الرمزية البرق الخاطف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 708
معدل تقييم المستوى: 23
البرق الخاطف will become famous soon enough
افتراضي

الله يعطيك العافية والصحة الدائمة على هذا الموضوع ... لك مني أجمل تحية .
البرق الخاطف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البحث, النبق, رحمة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

ترتيب منتديات قبيلة آل حبه عالميا
 

الساعة الآن 09:07 AM


Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009
الأرشيف
تصميم المنافع لتقنية المعلومات