المصالحة الليبية السعودية أولى ثمار قمة الدوحة
القائد القذافي يبادر إلى مصالحة الملك عبد الله
الدوحة-العرب اونلاين-عصام الزبير:
طرحت القمة العربية الحادية العشرون بالدوحة أولى ثمارها بعقد مصالحة بين الجماهيرية الليبية والمملكة السعودية، وعقد القائد الليبي رئيس الاتحاد الأفريقي وملك ملوك أفريقيا، معمر القذافي وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لقاء مصالحة برعاية أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وذكرت مصادر مقربة من الوفدين أن الاجتماع الذي يأتي في سياق الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة العربية العربية، بحث عددا من الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القمة وأهمية تنقية الأجواء العربية وتحقيق المصالحة التي بدأت أولى خطواتها منذ القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي عقدت بالكويت في شهر يناير الماضي.
وكان القائد الليبي معمر القذافي قد بادر خلال جلسة افتتاح القمة بانهاء الخلاف بينه وبين الملك السعودي بالقول "احتراما للأمة أعتبر المشكل الشخصي الذي بيني وبينك قد إنتهى، وأنا مستعد لزيارتك وأنك أنت تزورني".
ودفعت النبرة التصالحية الوفود المشاركة للتصفيق لمداخلة القذافي، كما اعتذر له أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على محاولته مقاطعة مداخلته، وقال الشيخ حمد "أنا أعتقد يا أخ معمر يمكن أنني فهمت خطأ، وأنا أعتذر أمام الاخوة الملوك والرؤساء وأشكرك على كلمتك الموفقة".
وفي تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية أكد الموفد الخاص للزعيم الليبي أحمد قذاف الدم أن الخلاف الذي طبع العلاقات بين ليبيا والسعودية "أصبح من الماضي"، وقال قذاف الدم أن اللقاء "استمر لمدة ساعة وبعد انتهائه، استضاف أمير قطر الزعيمين على مائدة الغداء".
وأكد أن "اللقاء حصل وطويت صفحة الخلافات الناتج عن سوء تفاهم" مشيرا إلى أن القذافي "حريص على ان تتفرغ الامة لمواجهة الاخطار المحدقة بها"، وأشار المسؤول الليبي إلى أن الزعيمين تبادلا دعوات الزيارة و"انتهى سوء التفاهم بين السعودية وليبيا في هذه القمة".
واحتلت المصالحة الليبية السعودية قلب المشهد في القمة، واعتبرها مراقبون في الدوحة أنها أكثر النتائج ايجابية للقمة حتى قبل صدور بيانها الختامي، كما حظيت هذه المصالحة باهتمام اعلامي وشعبي، مما أشاع أجواء من التفاؤل بين الوفود المشاركة، كما تعززت الجهود على نحو غير مسبوق بنجاح المصالحة العربية.
وكانت القمة العربية قد افتتحت صباح أمس بفندق شيراتون الدوحة، بحضور 17 زعيما من زعماء الدول الأعضاء في الجامعة العربية، وعددها 22 دولة، لكن الغائب الأبرز كان الرئيس المصري حسني مبارك، وقد أشاع غيابه عشية القمة مخاوف من أن أجواء المصالحة قد تتضرر.
لكن كلمات الزعماء العرب أكدت روح المصالحة ورغبة الجميع في تعزيز العمل العربي المشترك، ورفض التدخل الخارجي في الشؤون العربية، وضرورة دعم المصالحة الفلسطينية، فيما أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أنه لن يكون هناك أي "تساهل مع مجرمي الحرب" الإسرائيليين، بخصوص العدوان الأخير على غزة.
وكان رفض الزعماء العرب المطلق لمذكرة التوقيف الصادرة بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير، محل اتحاد غير مسبوق في مداخلات الزعماء العرب في القمة، ودعا الرئيس السوري بشار الأسد الرئيس السابق للقمة العشرين الدول العربية إلى جانب الرئيس السوداني ورفض مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ضده، معتبرا أنها ذات "اهداف سياسية"، بينما دعا رئيس جزر القمر أحمد عبد الله سامبي إلى منح البشير جائزة نوبل للسلام، لما حققه من استقرار في السودان.
وكان البشير قد دعا في كلمته أمام الملوك والرؤساء والأمراء العرب إلى اصدار قرارات واضحة وقوية برفض المذكرة ومطالبة "الاطراف التي تقف وراءها الى الغائها كليا"، وطالب بفتح المجال أمام مبادرة العربية الأفريقية لتحقيق السلام كي تؤسس قاعدة صلبة يمكن البناء عليها في التوصل لحل شامل وكامل في إقليم دارفور، كما دعا منظمات الهلال الأحمر والمنظمات الطوعية العربية الأخرى لمد يد العون لتوفير أعمال الإغاثة في إقليم دارفور.
وقال البشير إن إصلاح مجلس الأمن وسيلة لان ينعم العالم بسلام اكبر وامن اشمل وذلك لانه بحاله الراهن وفيه بعض الدول تعمل ضد ميثاق الامم المتحدة وتفتقر الى المصداقية في آدائها على المسرح العالمي فان الامن والسلم الدوليين معرضات للخطر.
يذكر أن القمة العربية الحادية والعشرين تأتي عشية القمة العربية اللاتينية الثانية في الدوحة أيضا وينتظر أن تبحث تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الجانبين.