سكران وقاتل

صالح محمد الشيحي

"سكران وقاتل"!

لا اعتراض على قضاء الله وقدره، وأدرك تماما قوله سبحانه:" فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون"، لكن ثمة بونا شاسعا بين ميتةٍ وميتة.. وبين سبب وسبب، وقد أُمرنا أن ندعو الله بأن يحسن خاتمتنا، ومن حسن الخاتمة ألا تذهب نفس الإنسان نظير ثمنٍ بخس!
أعلم أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره وتخيله: إذن لك أن تتخيل ابنك وهو في المرحلة الجامعية وقد بذلت في تربيته كل ما تستطيع.. سهرت.. تحملت الغربة.. وربما تحملت الصعاب من أجله، وفيما أنت تعد الساعات لتفرح بحصاد التعب، وتسعد بثمرة ما زرعت، يأتيك اتصال من الشرطة يخبرك فيه أن ابنك مات دهسا تحت عجلات سيارة تسير بسرعة جنونية يقودها أحد "السكارى"!
ثم تأتيك الطامة الأدهى والأمر: تفاجأ بعد أسبوع واحد فقط، أي بعد انفضاض أفواج المعزين أن هذا" المخمور" يتجول بسيارة أخرى في نفس الشارع ـ ربما ليبحث عن ضحية أخرى؟!
قصة من هذا النوع حدثت.. قصة واقعية وليست من نسج الخيال هذه المرة.. ملخصها ـ حسبما نشرت عكاظ ـ أن المخمور كان يقود سيارته بسرعة جنونية وسط شارع فلسطين، متجاوزا الإشارات المرورية الحمراء، لتصطدم سيارته بسيارة شاب جامعي وهي متوقفة على الشارع العام، مما أدى إلى وفاة الشاب على الفور وتحطم سيارته.. وبعدها بأسبوع خرج الجاني.. ويجد الآن من يتصدى للدفاع عنه!!
الذي أعرفه ومؤمن به تماما أنه ومنذ تأسيس بلادنا على يد المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز رحمه الله، لا أحد إطلاقا .. إطلاقا .. فوق حكم الشرع والقانون.. إذن من أي الثغرات استطاع هذا المخمور القفز فوق القانون؟
الخلاصة: أرجوكم سددوا القوانين جيدا.. أقفلوا الثغرات التي ينفذ منها هؤلاء المجرمون.. ثم اضربوا بيد السلطان.. فإن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن.

الوسام
الله يعطيك العافيه
سلمت يداك على هذا النقل
لك اجمل التحايا واعطرها