موقف صباحي من أمام مكتبة جرير
--------------------------------------------------------------------------------
كعادتي من كل خميس لا يعرف النوم صباحا طريق لعيني .. فالحياة صباحا جميلة بسكونها و هدوئها مما يتيح لك فرصة للتسوق أو حتى المشاهدة بشكل أوسع من أي وقت آخر حيث البائع ليس لديه إلا أنت لتحظى بفرص التعرف على السلع و ما فيها و في أحيان أخرى تحظى بتوصية خاصة من البائع نفسه .. و تختم كل هذا بإفطار صباحي جميل و تقرأ صحيفتك ..
اليوم و بعد أن جعلت من مكتبة جرير هدفا لخميسي هذا لمشاهدة ما استجد في عالم الكتب و التقنية خرجت بعد أن إبتعت رواية جميلة أنصحكم بها رغم قراءتي لبعض صفحاتها " The Little Prisoner " و لكن يقول المثل العامي " المكتوب بين من عنوانه " .. أعود و اقول خرجت من المكتبة و أنا أعد نفسي بإفطار رائع و قراءة معشوقتي " صحيفة عكاظ " و لكن ما شد إنتباهي و أنا خلف مقود سيارتي رجل في عقده الخامس بصحبة زوجته و إبنته في سيارة مجاورة لي .. حيث نزل الرجل من السيارة و أخذ سيجارة ثم اشعلها و كان يوحي شكله و هو يدخن بإنه على عجل ..
حقيقة وقفت و أنا أنظر إليه و هو يدخن تارة و ينظر في سيارته و أهله تارة أخرى .. إعتقدت أنه ينتظر السيدات ينزلن من السيارة و لكن قطع علي خيالي و تفكيري بعد أن إنتهى من سيجارته و ركب سيارته ثم مضى في حال سبيله ..
هذا الموقف ترك لدي العديد و العديد من التساؤلات ..
هل ما فعله الرجل صحيحا ؟؟!! و هل موقفه أمام زوجته و إبنته و هو يدخن يبقي من مكانته ؟؟!! هل هو مؤمن بإن التدخين عادة مضرة ؟؟!!
أثني عليه بغض النظر عن ما يقوم به من تدخين فإحترامه لزوجته و إبنته نقطة تحسب لصالحه فكثير ممن ابتلوا بعادة التدخين لا يكنوا إي إحترام لغيرهم و لا يعملون حساب لمشاعر الآخرين إلا ما ندر و لعل الرجل الذي ذكرت خير دليل على وجوب إحترام وجهات نظر الآحرين و مشاعرهم ..
و كم كنت أتمنى لو أنه ترك التدخين و تخلص من هذه العادة السيئة ..فتلك الدقائق التي قضاها مع سيجارته كان الأولى بها زوجته و اطفاله ..
--------------------------------------------------------------------------------