قَالَت : سَأَذْهَب لِلْطَّبِيْب لَعَلَّه يَصِف الْدَّوَاء
فَالقَلْب يَخْفِق فِى ضُلُوْعِى خَاصَّة عِنْد الْمَسَاء
وَأُحِس شَيْئا كَالْلَّهِيْب يَسِيْر فِى مَجْرَى الْدِّمَاء
فَحَص الْطَّبِيْب دَم الْمَرِيضَة فِى هُدَوَء وإِعْتِنَاء
ثُم أُسْتَدَار لَهَا .. وَقَال : عَرَفْت أَسْبَاب الْعَنَاء
فَلَدَيْك فِى الْدَّم سُكَّر وَيَزِيْد بَعْد الْغِذَاء
وَالْقَلْب يَشْكُو مِن فَرَاغ فِى الْهَوَى لَا فِى الْهَوَاء
فَتَنَاوْلَى هَذَا الْدَّوَاء .. وَعِنْد خَالِقَك الْشِّفَاء
فَهَتَفَت فِى الدُّكْتُوْر .. يَا لِلَّه لِلْعَجَب الْعُجَاب
أَفَبَعْد هَذَا تُعْرَف أَنَّهَا عَسَل مُذَاب ..؟
فِيْهَا الْحَلَاوَة .. وَالْطَّعَامَة .. وَالْجَمَال .. بِلَا حِسَاب
وَالْشَّهْد وَالْعَسَل الْمُصَفَّى فِى الْشِّفَاه وَفِى الْرُّضَاب
وَحَدِيْثُهَا حُلْو الْمَذَاق كَأَنَّه فَصَل الْخَطَّاب
وَالْحُب فِى دَمِهَا الْنَّقِى هُو الْلَّهِيْب الْمُسْتَطَاب
هِى قِطْعَة مِن سُكْر تَخْتَال أَحْلَى الثِّيَاب
مَن قَال أَن حَلَاوَة الْتُفَاح فِى دَمِهَا يُعَاب ..؟
لَو كُنْت تَفْهَم فِى الْجَمَال لَكُنْت تَنْطِق بِالْصَّوَاب
يَا لَيْت أَنَّك مَا فَحَصْت فَأَنْت لَم تَقْرَأ كِتَاب
إِنِّى سَأَمْنَحُهَا الْعِلَاج .. وَلَسْت أَطْمَع فِى الْثَّوَاب
إِسْتَحَلْبَى كَأْس الْمَحَبَّة إِنَّه أَشْهَى الْشَّرَاب
فَالَحُب إِكْسِيْر الْحَيَاة يَقِيك مِن أَى أكْتِئَاب
وتَنُسَمّى عِطْر الْهَوَى إِن الْهَوَى يُشْفَى الْمُصَاب
سَتَطِير رُوْحِك كَالْحَمَامَة فَوْق أَغْصَان الْسَّحَاب
وَيَطُوْف قَلْبِك كَالْفَرَاشَة حَوْل بُسْتَان الْشَبَاب
هَذَى رُوْشِتَّة شَاعِر تَحْمِيْك مِن شَر الْعّذَاب