نسبه /
هو عمر المختار محمد فرحات ابريدان امحمد مومن بوهديمه عبد الله –
علم مناف بن محسن بن حسن بن عكرمه بن الوتاج بن سفيان
بن خالد بن الجوشافي بن طاهر بن الأرقع بن سعيد بن عويده
بن الجارح بن خافي (الموصوف بالعروه) بن هشام بن مناف الكبير
من بيت فرحات من قبيلة بريدان وهي بطن من قبيلة المنفة
أو المنيف والتي ترجع إلى قبائل بني مناف بن هلال بن عامر
أولى القبائل الهلالية التي دخلت برقة. أمه عائشة بنت محارب.
ولد عمر المختار يوم 20 أغسطس عام 1861 م
في قرية جنزور الشرقية منطقة بنر الأشهب شرق طبرق
في بادية البطنان في الجهات الشرقية من برقة التي تقع شرقي ليبيا.
تربى يتيما، لذلك كان كفله حسين الغرياني،
عم الشارف الغرياني حيث وافت المنية والده المختار بن عمر وهو في طريقه إلى مكة المكرمة وكانت بصحبته زوجته عائشة.
تلقى تعليمه الأول
في زاوية جنزور على يد امام الزاوية الشيخ العلامه
عبد القادر بوديه العكرمي أحد مشايخ الحركه السنوسية،
ثم سافر إلى الجغبوب ليمكث فيها ثمانية أعوام للدراسة
والتحصيل على كبار علماء ومشايخ السنوسية في مقدمتهم الإمام محمد المهدي السنوسي قطب الحركة السنوسية،
فدرس علوم اللغة العربية والعلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم
عن ظهر قلب، ولكنه لم يكمل تعليمه كما تمنى.
عاش حرب التحرير والجهاد ضد الاستعمار الإيطالي
منذ بدايتها، فعندما أعلنت إيطاليا الحرب على تركيا في العام 1911م،
وبدأت البارجات الحربية بصب قذائفها على مدن الساحل الليبـي،
سارع عمر المختار إلى مراكز تجمّع المجاهدين
حيث ساهم في تنظيم حركة المقاومة.
وقد شهدت الفترة التي أعقبت انسحاب الأتراك من ليبيا، سنة 1912م، أعنف المعارف في تاريخ الجهاد الليبـي، كان للمجاهدين فيها انتصارات كبيرة،
ما أجبر القيادة الطليانية على إقالة حاكمها العسكري،
وتعيين حاكم جديد خلفاً له، لكن نيران المجاهدين كانت بانتظاره،
لتصيب قواته بخسائر جديدة، وتواصلت المقاومة حتى وصلت إلى مرحلة جديدة باندلاع الحرب العالمية الأولى.
بعد الانقلاب الفاشي في إيطاليا،
في العام 1922م، تصاعدت المواجهات والمعارك،
وانسحب المجاهدون من المدن، وأخذت إيطاليا تزحف بجيوشها من مناطق عدة نحو الجبل الأخضر، وفي تلك المرحلة تسابقت جموع المجاهدين إلى الانضواء تحت قيادة عمر المختار،
وبادر الأهالي إلى إمداد المجاهدين بالمؤن والعتاد.
استأنف المجاهدون هجماتهم
بعد أن تبيّن لهم غدر الإيطاليين وخداعهم، ووجه عمر المختار، في 20 تشرين الأول/أكتوبر 1929م، نداءً إلى أبناء وطنه طالبهم فيه باليقظة أمام ألاعيب الغزاة.
دفعت مواقف عمر المختار وإنجازاته إيطاليا إلى تعيين "غراسياني"
كحاكم عسكري على ليبيا،
وهو أكثر جنرالات الجيش وحشية ودموية،
ليقوم بخطة إبادة لم يسبق لها مثيل في التاريخ،
فرفع المشانق، وفتح السجون من دون تمييز بين طفل وشيخ وامرأة،
وهدم المناطق المدنية، وقام بإقفال الحدود المصرية الليبية بالأسلاك الشائكة لمنع وصول المؤن والذخائر.
واصل المجاهدين قتالهم حتى كان يوم الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 1931م،
عندما نشبت معركة في منطقة "بئر قندولة" استمرت ليومين،
رجحت في نهايتها كفة العدو، فما كان من المختار إلا أن أمر المجاهدين بفك الحصار،
والتفرّق حتى يشتتوا قوات العدو، وخلال تنفيذ ذلك أصيبت فرسه
برصاصة قاتلة، فوقع على الأرض وأصيبت يده إصابة كبيرة ما شلّ حركته،
فلم يستطع تناول البندقية للدفاع عن نفسه،
فحاصره الجنود الإيطاليين، وتعرّفوا على شخصيته فاعتقلوا وساقوه إلى
"السجن الكبير" في منطقة بنغازي.
عقدت محاكمة صورية في 15 أيلول/سبتمبر من ذلك العام،
صدر عنها حكمٌ قضى بإعدام شيخ المجاهدين شنقاً،
ولما ترجم له الحكم، قال الشيخ: "إن الحكم إلا لله، لا حكمكم المزيف... إن لله وإنا إليه راجعون".
وفي صباح الأربعاء وكان يوم أحضر جنود الاستعمار الأهالي،
والسجناء السياسيين، ليشاهدوا عملية الإعدام التي ستنفذ بقائدهم.
وفي تمام الساعة التاسعة صباحاً سُلّم الشيخ إلى الجلاّد،
ووجهه يتهلل استبشاراً بالشهادة،
وقال بعض الحضور إنه كان يؤذن أذان الصلاة،
عندما لفّوا الحبل على رقبته، وقال آخرون إنه تلا الآية الكريمة: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية} ليجعلها مسك ختام حياته البطولية.